responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 452

فسجد سجدة في أول الليل، و سمع و هو يقول في سجوده: «عظيم الذنب عندي، فليحسن العفو عندك يا أهل التقوى يا أهل المغفرة» فجعل يرددها حتى أصبح. و كان يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه، فيبعث إليه بصرّة فيها ألف دينار، و كان يصرّ الصّرر ثلاثمائة دينار و أربعمائة دينار و مائتي دينار، ثم يقسّمها بالمدينة. و كان مثل صرر موسى بن جعفر إذا جاءت الإنسان الصرة فقد استغنى‌ [1].

يقول الشبلخي: كان الإمام موسى الكاظم أعبد أهل زمانه و أعلمهم و أسخاهم كفا، و أكرمهم نفسا، و كان يتفقّد فقراء المدينة، فيحمل إليهم الدراهم و الدنانير إلى بيوتهم ليلا، و كذلك النفقات، و لا يعلمون من أي جهة وصلهم ذلك إلا بعد موته ا ه.

و لم يتمكن الرشيد- بسلطانه الغاشم- من أن يحجب نور الإمام بحبسه الإمام الكاظم، بل كان المكلّفون به لا يملكون إلا تقديسه و تبجيله، و من وراء القضبان كانت أخبار الإمام الكاظم أشدّ تأثيرا على العباسيين. عن عمار بن أبان يروي الخطيب، قال: حبس أبو الحسن موسى بن جعفر عند السندي، فسألته أخته أن تتولى حبسه- و كانت تتدين- ففعل، فكانت تلي خدمته، فحكى لنا أنها قال: كان إذا صلى العتمة حمد اللّه و مجّده و دعاه، فلم يزل كذلك حتى يزول الليل، فإذا زال، قام يصلي حتى يصلي الصبح، ثم يذكر قليلا حتى تطلع الشمس، ثم يقعد إلى ارتفاع الضحى، ثم يتهيأ و يستاك و يأكل، ثم يرقد إلى قبل الزوال، ثم يتوضأ و يصلي حتى يصلي العصر، ثم يذكر في القبلة حتى يصلي المغرب، ثم يصلي ما بين المغرب و العتمة، فكان هذا دأبه. فكانت أخت السندي إذا نظرت إليه قالت: خاب قوم تعرّضوا لهذا الرجل، و كان عبدا صالحا ... ا ه. و تروى له الكرامات و الفضائل في السجون الأخرى التي كان بها الإمام الكاظم، و قد رويت في المصادر التي ذكرت سيرته (عليه السلام).

و كان الإمام الكاظم لا ينفكّ في سجنه يصف الرشيد بالطاغية، و يحذر حاشيته مما ينتظرهم على يديه، و أبى أن يعطي الدنية في دينه فيقر للظلمة بسلطان أو يوافقهم على ما يريدون، فكان الإمام الكاظم غمّا على الرشيد ينغّص عليه عيشه و ملذاته و لهوه، و قد حيّرت الرشيد الدلائل و المعجزات التي ظهرت للإمام الكاظم، فاستعان يحيى بن خالد البرمكي و قال له: يا أبا علي أ ما ترى ما نحن فيه من هذه العجائب، أ لا تدبّر في أمر هذا الرجل تدبيرا يريحنا من غمه؟ فقال له يحيى: الذي أراه لك يا


[1] تاريخ بغداد.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 452
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست