responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 445

و يتجه القول إذا علمنا أن عبد اللّه كان يظهر المخالفة لأبيه الإمام الصادق، روى الفضل عن طاهر بن محمد عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: رأيته يلوم عبد اللّه ابنه و يعظه و يقول له: «ما يمنعك أن تكون مثل أخيك، فو اللّه إني لأعرف النور في وجهه؟» فقال عبد اللّه: و كيف أ ليس أبي و أبوه واحدا، و أصلي و أصله واحدا؟ فقال له أبو عبد اللّه (عليه السلام): «إنه من نفسي، و أنت ابني» [1].

و إن عبد اللّه أفطح الرجلين، ناقص التكوين. يروي الشيخ المفيد أن جماعة من أصحاب الإمام الصادق كانوا في المدينة، فسألوا عبد اللّه- و قد اجتمع عليه من ظن بإمامته بعد أبيه- فسألوه عن الزكاة في كم تجب؟ فقال في كل مائتي درهم خمسة دراهم، فقالوا له: ففي مائة؟ قال درهمان و نصف، فقالوا: و اللّه ما تقول المرجئة هذا. فقال: و اللّه ما أدري ما تقول المرجئة.

و يتبين بذلك جهل عبد اللّه بأحكام الشريعة، و عدم أهليته لاحتلال مكان أبيه، و قد وشّحت أنوار الإمامة وجه أخيه موسى منذ كان في المهد، فكان الإمام الصادق يقف على رأسه و هو في المهد و يسارّه طويلا، و روى الوشاء عن علي بن الحسين، عن صفوان الجمّال قال: سألت أبا عبد اللّه (عليه السلام) عن صاحب هذا الأمر؟ فقال:

«إن صاحب هذا الأمر لا يلهو و لا يلعب» فأقبل أبو الحسن (عليه السلام) و هو صغير و معه بهمة (ولد البقر أو المعز أو الضأن) و هو يقول لها: «اسجدي لربك» فأخذه أبو عبد اللّه (عليه السلام) و ضمّه إليه و قال: «بأبي و أمي من لا يلهو و لا يلعب» [2].

و كان الإمام الصادق يميّزه عن أولاده، و يفضّله عليهم و يقول: «هؤلاء أولادي، و هذا سيدهم» [3]. و لشدّة حب الإمام الصادق (عليه السلام) له قيل له: ما بلغ من حبك لموسى؟ قال (عليه السلام): «وددت أن ليس لي ولد غيره، لئلا يشركه في حبي أحد» [4].

و روى محمد بن الوليد قال: سمعت علي بن جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام) يقول: سمعت أبا جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول لجماعة من خاصته و أصحابه:

«استوصوا بابني موسى (عليه السلام) خيرا، فإنه أفضل ولدي، و من أخلف من بعدي، و هو القائم مقامي، و الحجة للّه تعالى على كافة خلقه من بعدي».


[1] الإرشاد ص 271.

[2] الإرشاد.

[3] ينابيع المودة للقندوزي الحنفي.

[4] الإتحاف للشبراوي الشافعي.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 445
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست