نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 443
الإسماعيلية و الإمامة
مرت الإمامة في عهد أبي جعفر المنصور بأدوار غاية في الصعوبة- كما رأينا- و قد تمكن الإمام الصادق (عليه السلام) أن يجتاز دوائر الهلاك التي وضعها الحاكم الظالم و أن يجنّب أصحابه و شيعته ابتلاءات الحديد، و أن لا يعضّهم سيف الحكام قدر الإمكان، و قد علم الإمام الصادق- بما وهبه اللّه من حكمة و معرفة بالأحوال- إن غدر المنصور لن ينتهي، و أنه يتربّص الفرص للانتقام من أهل بيت النبوة، فكان تدبيره الوصية بالشكل الذي يفوّت على المنصور الفرصة، فلما توفي الإمام الصادق (عليه السلام) و بلغ المنصور الخبر، كتب: إن كان أوصى الإمام الصادق إلى رجل بعينه يقدّم و يضرب عنقه. فرجع إليه الجواب أنه أوصى إلى خمسة نفر أحدهم أبو جعفر المنصور و محمد بن سليمان و عبد اللّه و موسى و حميدة. و في رواية أخرى: إن الإمام الصادق (عليه السلام) أوصى إلى أبي جعفر المنصور و موسى و محمد بن جعفر أولاده، و مولى لأبي عبد اللّه (عليه السلام).
فقال أبو جعفر المنصور: ليس إلى قتل هؤلاء سبيل [1].
و سنرى أن أمر الوصية و تدبيرها على هذا الشكل قد مرّ بمرحلتين:
الاولى: الإعداد للوصاية و التهيؤ للإمامة، و إظهار ابنه موسى في منزلتهما لدى شيعة أهل البيت، حتى إذا وضح في أذهان الناس النص و استقروا على الأمر، أتبعه الإمام الصادق بالتدبير التالي و المرحلة الثانية: التي قصد بها كفّ الأذى عن وصيّه و إمام الناس من بعده، و هو تدبير أحبط مسعى عدوّهم، و أسقط في يده. و لو لا هذا التدبير الذي أراده اللّه، لنفّذ الدوانيقي ما كان يتمنّاه، فكان الرشيد من تولى الجريمة، و لكن بعد أن قام الإمام الكاظم بالتبليغ، و نفذ الرسالة و الأحكام، و هكذا الحكام من
[1] الغيبة للشيخ الطوسي. و منهج الدعوات للسيد ابن طاوس.
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 443