responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 434

و كان الإمام موسى (عليه السلام) تتمثل فيه خصال الكمال، و تتجسّم فيه شخصية الإمام الحق، و لعظم الأهوال و شدّة المحن، غلبت عليه صفة الكاظم، و كان من خصاله: التجاوز عن المعتدين‌ [1].

و كان يدعى بالعبد الصالح لعبادته و اجتهاده، و كان سخيا كريما، و كان يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه؛ فيبعث إليه بصرّة فيها ألف دينار [2].

و بقي (عليه السلام) مدة في أيام المهدي في المدينة، يقوم بإرشاد الناس و هداية الخلق، الأمر الذي جعل المهدي يتخوّف من انتشار دعوته و قوة جانبه، فلم يأمن وثبة الشيعة بقيادة الإمام موسى، فعمد إلى إبعاده عن المدينة و إقامته في بغداد تحت رقابة شديدة، أو أنه سجنه كما هو المشهور.

و مكث (عليه السلام) في السجن مدة أشهر، ثم أطلقه المهدي لرؤيا رآها كما حدّث الفضل بن الربيع عن أبيه أنه لما حبس موسى بن جعفر (عليه السلام) رأى في النوم علي ابن أبي طالب و هو يقول: يا محمد (أي المهدي) فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ‌. قال الربيع: فأرسل إليّ ليلا فجئته، فإذا هو يقرأ هذه الآية، و كان أحسن الناس صوتا و قال: عليّ بموسى بن جعفر، فجئته فعانقه و أجلسه إلى جانبه و قال: يا أبا الحسن إني رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في النوم يقرأ عليّ كذا، فتؤمنني أن لا تخرج عليّ أو على أحد من ولدي.

فقال (عليه السلام): «و اللّه لا فعلت ذاك و لا هو من شأني».

قال: صدقت. يا ربيع أعطه ثلاثة آلاف دينار، و ردّه إلى أهله إلى المدينة [3].

و على رواية الجنابذي في المعالم أنه وصله بعشرة آلاف.

و من هنا نستظهر أن المهدي لم يسجن موسى لشي‌ء في نفسه من عداء أو اعتداء، و إنما كان يحذره على ملكه من الزوال، و لم يخش أي شخصية في عصره من جميع الطوائف و البيوت سوى الإمام موسى لمؤهلاته و مكانته في نفوس الأمة، فهو يخشى من نهضة تطيح بعرشه، و لا تكون إلا على يد الإمام.


[1] سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب لأبي الفوز البغدادي.

[2] الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 13/ 257.

[3] نفس المصدر 13/ 26.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 434
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست