responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 382

و في عثمان. كما أن من لواحق قول مالك المعروفة- و التي تنم عن الأموية الواضحة- و جعله الإمام علي كسائر الصحابة الآخرين هو قول مالك: و ليس من طلب الأمر كمن لم يطلبه. و محمد النفس الزكية تتناوله و لا شك هذه القاعدة، فكل الوجوه في سيرة مالك تنفي الميل العلوي، و إنما نمو ميل عباسي ليس على بقايا الميل الأموي و لكن إلى جانبه (لأن رأي مالك في الإمام علي متفق مع الولاة و الخلفاء) [1]. و مما يلاحظ أن مالكا لم يسطع نجمه إلا بعد أن احتصنته الدولة و ذلك في سنة 149 ه أي بعد وفاة الإمام الصادق (عليه السلام) بسنة. فقد كانت الشهرة التي تلفّ مدرسة الإمام الصادق هي معارضة الدولة، و تطبيق منهج إصلاحي يبصّر الأمة، و يحملها على الالتزام و التمسّك بأحكام الدين، و لم يؤثر موقف الحكام العباسيين على انتشار مذهب أهل البيت، فقد كانت مدرسة الإمام الصادق من أبرز الحركات الفكرية، و من أشهر معالم النهضة العلمية. و كانت الدولة العباسية في طفولتها تعارض حركة انتشار المذهب- من وراء الستار- إذ ليس في إمكانها التظاهر بالمعارضة، لأنهم كانوا بحاجة ملحّة لاستمالة أعيان أهل البيت، للتأثير في نفوس الناس الذين يدينون لهم بالولاء، و يتفجّعون لما أصابهم من ويلات و ما لحقهم من مصائب، و ليس للعباسيين نفوذ يستطيعون به حماية الدولة، فكان لا بد من الاستعانة بزعماء الشيعة لتثبيت أركانها و حمايتها.

و لم يكن هناك شهرة لأحد سوى الإمام الصادق، و قد رأينا كيف كان الإمام الصادق يمثّل خطرا أتعب المنصور أمره، فحاول مرات أن يقتل الإمام، و قد كلأه اللّه بعنايته و نجّاه من شرّه. و يذكر أن المنصور وصف الإمام الصادق بالشجى المعترض حلقه.

أما مالك بن أنس، فقد كان في حياة الإمام الصادق كأحد رجال المدينة، قادته شهرة مدرسة الإمام الصادق إلى ما بين يدي الإمام، فكان أحد طلابها، و لم ينتشر ذكره إلا بعد سنة 148 ه و هي سنة وفاة الإمام الصادق.

و لا يخفى أن غرض المنصور من وراء إظهار مكانة مالك و إبرازه، هو منزلة الإمام جعفر بن محمد الصادق. فقد علمنا محاولته في استعمال فقه أبي حنيفة و مكانته للتأثير على منزلة الإمام الصادق، و مرّ بنا أمر هذه المحاولة. و يتّجه المنصور


[1] مالك لأبي زهرة ص 72.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 382
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست