responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 377

أما مالك، فإن حرصه و توخّيه في الرواية أدّياه إلى أن يكون ركيزة لحديث موضوع في معاوية أخذه عن أستاذه نافع، عن ابن عمر و هو: كنت عند رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) فأهدي إليه سفر جل، فأعطى أصحابه واحدة واحدة، و أعطى معاوية ثلاث سفرجلات و قال: ألقني بهنّ في الجنة.

و يتقلد مالك حديث الوضوء من مسّ الذكر، و بإسناده مروان و بسرة بنت صفوان و أنها سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) يقول إذا مسّ أحدكم ذكره فليتوضأ. و بسرة مجهولة لم تكن صحبتها أو مكانتها إلا من صنع الأمويين و حاشيتهم، و لكن مالك بن أنس يرى مكانتها في علاقتها بالأمويين، لذا فهي مقبولة عنده و غير مجهولة، و لا يفيد طعن رجال الحديث في روايتها و قلة صحبتها- إن وجدت- فيقول مالك: أ تدرون من بسرة بنت صفوان؟ هي جدة عبد الملك بن مروان أم أمّه فاعرفوها [1] فكأن (إمام المدينة) نسي الزرقاء؟!! و يتبع الأمويين بميوله، و يتمنى أن يكون في المدينة مثل عبد الرحمن بن معاوية الداخل إلى الأندلس، و يقول مالك: ليت أن اللّه زيّن حرمنا بمثله‌ [2] كأن لم يكف ما فعل أسلاف الدّاخل و أبناء معاوية الأول من جرائم، و ما انتهكوا من حرمات، حتى كان الرجل من أهل المدينة بعد وقعة الحرّة إذا زوّج ابنته لا يضمن بكارتها، و يقول:

لعلها قد افتضّت في وقعة الحرة [3]. و المدينة التي يحتج بفضلها مالك و يسعى إلى أن يقتدي به الآخرون لأن فيها الصحابة و هو من أهلها أيضا، ختم الحجاج أعناق الصحابة من أهلها كجابر بن عبد اللّه الأنصاري و أنس بن مالك و سهل بن سعد الساعدي ليذلّهم.

أما رأيه في التفضيل، فهو من آثار هذه الميول. فهو يرى أن الإمام عليا كسائر الصحابة. روى مصعب- و هو أحد تلامذة مالك- أنه سأل مالكا:

من أفضل الناس بعد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم)؟ فقال مالك: أبو بكر قال:. ثم من؟

قال: عمر. قال: ثم من؟ قال: عثمان. قال: ثم من؟ قال: هنا وقف الناس.


[1] كتاب الاعتبار لابن حازم الهمذاني ص 43.

[2] مالك لأمين الخولي ص 200 نقلا عن شرح العيون لابن نباته.

[3] الفخري ص 107.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 377
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست