responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 373

أما تأثر مالك بالإمام الصادق فإن مجالاته واسعة، و لقد استمر المالكية على تعضيد مذهبهم بعد وفاة إمامهم، معتمدين على حضور مالك عند الإمام الصادق و الاستماع إلى حديثه، و تلقّي تعاليمه في مدرسته، فسمحوا لأنفسهم أن يتخيلوا أمورا لتكون لهم شهادة تؤيد المذهب، فادّعوا أن الإمام الصادق أوصى إلى مالك عند وفاته، و رووا عنه أنه دخل عليه قوم من أهل الكوفة في مرضه الذي توفي فيه، فسألوه أن ينصّب لهم رجلا يرجعون إليه في أمر دينهم، فقال: عليكم بقول أهل المدينة، فإنها تنفي خبثها كما ينفي الكير خبث الحديد، عليكم بآثار من مضى، فإني أعلمكم أني متبع غير مبتدع، عليكم بفقه أهل الحجاز، عليكم بالميمون المعين المبارك في الإسلام، المتبع آثار رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) فقد امتحنته فوجدته فقيها فاضلا متبعا مريدا لا يميل به الهوى، و لا تزدريه الحاجة، و لا يروي إلا عن أهل الفضل من أصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) فإن اتبعتموه أخذتم بحظكم من الإسلام، و إن خالفتموه ضللتم و هلكتم، أ لستم تقولون إني هيئ من العلم غير محتاج إلى أحد من الخلق؟ فإنه قد أخذ عني كل ما يحتاج إليه، فلا يميل بكم الهوى فتهلكوا، إني أحذركم عذاب اللّه يوم القيامة، يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى اللّه بقلب سليم، أحذركم، فقد أرشدتكم إلى رجل نصّبته لكم، فإنه أمين، مولود في زمانه، قالوا: من هو بيّنه لنا؟ قال: ذلك مالك بن أنس، عليكم بقول مالك. ثم رفع يديه إلى السماء و قال: اللهم إني بري‌ء من ظنّهم و تخرّصهم و من رواة السوء منهم، اللهم إنك تعلم أنه قد قيل عن عيسى بن مريم ما لم يقل، و روي عن مالك ما لم يكن، و قيل عن عزيز ما لم يقل، و روي عنه ما لم يكن، و قيل عن علي بن أبي طالب ما لم يقل، و روي عنه ما لم يكن، فمن روى عنّي ما لم نقل، فعليه لعنة اللّه و لعنة اللاعنين و الملائكة و الناس أجمعين‌ [1].

و الرواية صريحة الوضع، نقلناها كاملة للتدليل على مسلك النزاع و الخصام في استحلال الوضع، و التماس الظفر بالإقرار بالوقائع العلمية للبناء عليها في مورد، و إنكارها و تجاهلها في مواضعها الأصلية، لأنها في سياقها حجة لغيرهم. و صفوة القول، فإن أصحاب الحديث أرادوا أن يثقلوا موازينهم بهذه المبتدعات، حتى اضطرهم الأمر إلى الوضع لادناء مالك من منزلة الإمام الصادق، و وضعه في التأهل‌


[1] المناقب للزواوي ص 10.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 373
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست