responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 365

بدلوه بين الدلاء في تعضيد دولتهم و خدمتهم. و يروي مالك عن سيرة أستاذه: لما قدم ربيعة بن أبي عبد الرحمن على أمير المؤمنين أبي العباس أمر له بجائزة، فأبى أن يقبلها، فأعطاه خمسة آلاف درهم يشتري بها جارية حين أبى أن يقبلها، فأبى أن يقبلها. قال ابن وهب: و حدثني مالك عن ربيعة قال: قال لي حين أراد الخروج إلى العراق: إن سمعت أني حدثتهم شيئا أو أفتيتهم، فلا تعدّني شيئا. قال: فكان كما قال، لما قدمها لزم بيته فلم يخرج إليهم و لم يحدّثهم بشي‌ء حتى رجع‌ [1]. و لا بد أن روايته عن سيرة أستاذه جاءت عقب وفاة ربيعة، و مالك لم يتحول بعد إلى صف العباسيين و يتخلى عن ميوله و عواطفه السابقة التي تشده إلى الأمويين و تجعله يتغاضى عن جرائمهم و ما فعلوا بالحرمين و ما ارتكبوا من مجازر بحق أهل المدينة، فهو يبني تفوقه و يرجح نفسه بانتسابه إلى المدينة، و يرى أن ينقاد غيره إليه كما يقول في رسالته إلى الليث بن سعد [2]:

(اعلم رحمك اللّه أنه بلغني أنك تفتي الناس بأشياء مختلفة، مخالفة لما عليه الناس عندنا و ببلدنا الذي نحن فيه، و أنت في أمانتك و فضلك، و منزلتك من أهل بلدك، و حاجة من قبلك إليك، و اعتمادهم على ما جاء منك حقيق بأن تخاف على نفسك، و تتبع ما ترجو النجاة باتباعه، فإن اللّه تعالى يقول في كتابه: وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ و قال تعالى: فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ‌ فإنما الناس تبع لأهل المدينة، إليها كانت الهجرة، و بها نزل القرآن، و أحلّ الحلال و حرّم الحرام ...) الخ رسالته.

قال أبو مصعب: قدم علينا ابن مهدي‌ [3] فصلّى خلف مالك، و وضع رداءه بين يدي الصف، فلما سلّم الإمام رمقه الناس بأبصارهم، فقال مالك: من هنا من‌


[1] تاريخ بغداد ج 2 ص 425.

[2] أبو الحرث- الحارث- ابن عبد الرحمن الفهمي من أصبهان، ولد بمصر سنة أربع و ستين، روى عن الزهري و عطاء و نافع كانت له حظوة و خضع القضاء لأوامره، فكان إذا رابه من أحد شي‌ء كاتب فيه فيعزل، و في الشذرات أن المنصور أراده لولاية مصر، فأبى و تولى قضاءها.

[3] هو الحافظ عبد الرحمن بن مهدي بن حسان الأزدي، مولاهم أبو سعيد البصري اللؤلؤي روى عن شعبة و الثوري و مالك، وثقه أبو حاتم و أحمد، قال القواريري: أملى علينا ابن مهدي عشرين ألفا من حفظه، كان يحج كل سنة، توفي سنة 198 ه.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 365
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست