نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 362
و ليس الطعن مقتصرا على ابن إسحاق، فإن ابن شهاب أستاذ مالك حدّث عن أبي سهيل نافع بن مالك- عم مالك بن أنس- فقال: حدثني نافع بن مالك مولى التيميين.
كما يروي ابن عبد البر عن البخاري بسند عن نافع بن مالك بن أبي عامر قال:
قال لي عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد اللّه و هو ابن أخي طلحة: هل لك إلى ما دعانا إليه غيرك فأبينا عليه، أن يكون هدمنا هدمك و دمنا دمك ترثنا و نرثك؟ و ينسب هذا إلى الربيع بن مالك- عم مالك- أيضا.
و كما طعن في أبي مالك و عدم صحة عروبته، فكذلك الحال في أمه العالية، و قيل إنها طليحة مولاة عبيد اللّه بن معمر. حكاه القاضي عيّاض [1] و ابن عائشة.
و قال ابن عمران التميمي: ما بيننا و بينه نسب، إلا أن أمه مولاة لعمي عثمان بن عبد اللّه [2].
و قد أثّرت هذه الأقوال على مالك، و كانت السبب في تكذيب مالك لمحمد بن إسحاق و طعنه عليه [3]. و لما بلغ مالك قول ابن شهاب قال: ليته لم يرو عنه شيئا [4].
عصر مالك و علمه
: قلنا فيما مرّ من الأجزاء السابقة، إن النزاعات الفقهية و المشكلات التي طرأت كانت سببا في ظهور الأسماء، و تغلّب جماعة دون أخرى. و قد كان النزاع بين أهل العراق و بين أهل الحجاز سببا في ظهور مدرسة الرأي و مدرسة الحديث، و تزعّم أبي حنيفة للأولى، و تزعّم مالك للثانية. و كانت مصالح الحكام قد اقتضت أن تقف إلى جانب أبي حنيفة، و تشدّ أزر أصحابه، و تقدّم الموالي لتحط من قيمة العرب. ثم اقتضت أن توجّه الأنظار إلى مالك و تتبناه و تجعل منه إمام الدولة المطاع.
ثم لعب الغلوّ دوره في تعزيز اتجاه كل من الطرفين، فوضعت الأحاديث و المنامات على لسان النبي محمد (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) كما في حديث: يكون في أمتي رجل اسمه
[1] تزيين الممالك في مناقب الإمام مالك للسيوطي ص 4.