responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 34

الذات، لأن الذات هي وحدها متّصفة بالقدم، و من أجله كانت الصفات محدثة ظاهرة في الغير، و الكلام محدث، و القرآن محدث لأنه من الكلام.

و لجأ المأمون إلى استخدام القوة لفرض هذا الرأي، و أعدّ لسياسته في هذا المجال العدة زمنا طويلا، و نصب ديوانا للمحنة، و حمل الناس على هذا الاعتقاد، و محاربة من يقول بأن القرآن قديم. لأنه من صفات اللّه، و الذين لم يروا بدّا من إثبات الصفات للذات و إنها قديمة قدمها الخ ...

فحصل الانقسام، و عقد مجلس للامتحان، و اختارت الدولة له أشد الناس جدلا من المعتزلة و غيرهم، كما اختار جماعة من الجلّادين الأشداء الجفاة الذين مرنوا على الضرب بالسياط، و الحراس الغلاظ، و جعل في الديوان عقابا لكل ممتنع عن الأقرار (و تبتدئ العقوبة بالحرمان من الحق- الذي نسميه في حياتنا- بالحق المدني في الحياة، و تنتهي بخشبة الصلب، فإذا لم يكن للرجل رزق و وظيفة عوقب عقوبة بدنية بقدر ما يمتنع عن الإجابة أو يحتال في الإنكار، أو يصطنع الخلاص) [1].

و هنا لا بد من الإشارة إلى التقاء المعتزلة مع الشيعة في القول في كون كلامه تعالى لا يكون إلا بكلام محدث، لأن حقيقة المتكلم من وقع منه الكلام الذي هو هذا المعقول بحسب دواعيه و أحواله، و الكلام المعقول ما انتظم من حرفين فصاعدا من هذه الحروف المعقولة التي هي ثمانية و عشرون حرفا، إذا وقع ممن يصح منه أو من قبيل الإفادة. و الدليل على ذلك أنه إذا وجدت هذه الحروف على هذا الوجه سمّي كلاما، و إذا اختلّ واحد من الشروط لا يسمى بذلك. فعلمنا أنه حقيقة الكلام، و متى ما وقع ما سميناه كلاما بحسب دواعيه و أحواله سمي متكلما، فعرفنا بذلك حقيقة المتكلم‌ [2].

و لكن الشيعة لا يطلقون صفة «مخلوق» على القرآن، فكانوا أكثر حرصا على التنزيه و قالوا: ينبغي أن يوصف كلام اللّه بما سمّاه اللّه تعالى به من كونه محدثا، قال اللّه تعالى: ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ‌. و قال عز و جل: وَ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ‌.


[1] عبد العزيز سيد الأهل، شيخ الأمة أحمد بن حنبل ص 218.

[2] الشيخ الطوسي، الاقتصاد ص 65- 67.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست