نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 304
و قد خرج الإمام أحمد و الترمذي و النسائي و ابن حيان في صحيحه ذلك.
مرحلة الثورة و مرحلة الدعوة
: و قد كان من عظيم منزلة أهل البيت عند اللّه و خطورة شأنهم أن يكونوا مناط الرسالة و وسيلة استمرار الدعوة، فكانت الإمامة مشتملة على صفات العصمة التي تفيض بنور من الجلالة و بسلطة من النبوة حتى تكون الدعوة في حفظ و تبقى في حرز، و للأئمة من أهل البيت أدوارهم و مهمّاتهم التي ينهضون بها في كل مرحلة، فكان صلح الحسن حماية للأمة، بعد ما أظهرت الوقائع أن سياسة الختل و حكم الطلقاء هيمنا على الناس و أفسدا النفوس، و أن معسكر العراق غلبت عليه أهواء أهل النفوس المريضة و الهمم الضعيفة، و بات المخلصون قلة لا يرجى بهم نصر، فهادن الحسن بشروط معروفة، و استقبلها معاوية بنيّة العذر و الخيانة.
ثم كانت ثورة الإباء و نهضة الإيمان على يد أبي الشهداء الإمام الحسين، التي قامت منذ ساعة خروج الحسين من المدينة على بيّنة كاملة و صورة واضحة من التفاصيل و المجريات، فلا بد من تلك الدماء و التضحيات للوقوف بوجه الانحراف و الردّة و ترسيخ مبادئ العقيدة في النفوس، و قد كانت الجولة الثانية بين الوثنية التي اضطرت إلى الإسلام لتسلم، و بين رسالة محمد، و كان من نتائج هذه الجولة أن تسفك دماء أهل بيت محمد، و تسبى نساؤه و ذراريه، و ترتكب أمية تلك المجزرة، و كان ذلك كله وفق تخطيط السماء لمسيرة البشرية و سلسلة الرسل و الأنبياء و الأوصياء عبر التاريخ.
روى أحمد، و أخرج البغوي في معجم الصحابة، و الطبراني عن أنس قال:
استأذن ملك القطر ربه أن يزور النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) فأذن له. و كان في يوم أم سلمة، فقال النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) لأم سلمة: «احفظي الباب لا يدخل علينا أحد، فبينما هي على الباب، إذ دخل عليه الحسين فاقتحم يتوثب على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) فجعل النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) يلثمه و يقبّله» فقال له الملك: أ تحبه؟ قال «نعم» قال: إن أمتك ستقتله، و إن شئت أريتك المكان الذي يقتل به. فأراه إيّاه، فجاء بطينة حمراء، فأخذتها أم سلمة فصرّتها في خمارها.