من أبرز سمات تاريخ أهل البيت، و أظهر خصائص سيرهم، هو النهي عن الظلم و محاربة الظالمين. و قد قام رجال أهل البيت النبوي بما يجب عليهم من نصرة العدل و الوقوف بوجه الطغاة، و كانت مواقفهم كما تقتضيه المصلحة الدينية و تحتمه ضرورات الرسالة و الدعوة.
كانوا (عليهم السلام) يعظمون على الإنسان ارتكاب العدوان على الغير و ظلم الناس، فهذا إمام أهل العدل أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: «و اللّه لئن أبيت على حسك السعدان مسهدا، أو أجرّ في الإغلال مصفدا؛ أحبّ إليّ من أن ألقى اللّه و رسوله ظالما لبعض العباد و غاصبا لشيء من الحطام».
و قد اتفقت الشرائع و تطابقت الأديان كما تسالمت العقول على قبح الظلم، فسعى سيد الخلق و خاتم النبيين محمد (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) إلى إرساء قواعد العدل في حياته، و تأكيد مبادئ المساواة على عهده، ثم وضع الناس في صورة ما ستكون عليه الحال و ما ستؤول إليه. فعن كعب بن عجرة قال: قال لي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): «أعيذك باللّه يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون بعدي، من غشي أبوابهم و صدّقهم في كذبهم، و أعانهم على ظلمهم فليس مني و لست منه، و لا يرد عليّ الحوض. و من لم يغش أبوابهم و لم يصدّقهم في كذبهم، و لم يعنهم على ظلمهم فهو مني و أنا منه، و سيرد عليّ الحوض» [1].