responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 278

فأقبل الشامي كلما وصف له شيئا من أمره يقول: صدقت و اللّه. ثم قال له الشامي: أسلمت للّه الساعة. فقال له أبو عبد اللّه (عليه السلام): «بل آمنت باللّه الساعة، إن الإسلام قبل الإيمان، و عليه يتوارثون و يتناكحون، و الإيمان عليه يثابون».

قال الشامي: صدقت، فأنا الساعة أشهد أن لا إله إلا اللّه، و أن محمدا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و أنك وصي الأوصياء.

قال: و أقبل أبو عبد اللّه على حمران فقال: «يا حمران تجري الكلام على الأثر، فتصيب» فالتفت إلى هشام بن سالم فقال «تريد الأثر و لا تعرف» ثم التفت إلى الأحول (مؤمن الطاق) فقال: «قيّاس روّاغ».

ثم التفت إلى قيس الماصر فقال: «تتكلم و أقرب ما تكون من الحق و الخبر عن الرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) ...» و قليل الحق يكفي من كثير الباطل، أنت و الأحوال قفازان حاذقان.

قال يونس بن يعقوب: فظننت و اللّه أنه يقول لهشام قريبا مما قال لهما. فقال:

«يا هشام لا تكاد تقع تلوي رجليك، إذا هممت بالأرض طرت، مثلك فليكلّم الناس، اتق اللّه الزلّة و الشفاعة من ورائك» [1].

و يتّضح جليا أن وقوع هذه المناظرة و ما تشتمل عليه من ملاحظات الإمام الصادق (عليه السلام) كان في مبدأ نهوض مدرسة الإمام الصادق بخططها و تنفيذ نهجها، فإن الإشارة إلى عمر هشام تدلّ على أول خطوات المدرسة على طريق العمل العلمي و الفكري الشاق. إذ ينبغي أن نتخيل أحوال تلك الفترة و ما اعترى الأمة الإسلامية على مختلف المستويات، فإن النهضة العلمية و النشاط الفكري خلق موجات من الجدل و تيارات من الكلام لم تخضع لحدود، لأن الحكام من العهدين كانوا يشجعون ألوان النشاط الفكري المتعددة لأغراض تتعلق بمصلحتهم، فما ينجم من تفوق الفكر الإسلامي و امتداد الحركة العلمية، يدخل في إهاب دولتهم و ينطبع بطابعهم. و لمّا بدأ الإمام الصادق سيرته الشريفة بعد توليه الإمامة جرّد كل ما يستطيع لمعالجة ما يعاني من المجتمع الإسلام و ما يتهدد أمة جده المصطفى عليه أفضل الصلاة و السّلام، و باشر المنهج الروحي و الفكري المعروف عن أهل البيت، و وضع له قواعد من العمل‌


[1] الإرشاد للمفيد ص 240- 243.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست