responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 252

خرج الإمام الصادق في يوم شديد الحر، فاستقبله عبد الأعلى- مولى آل سام- في بعض طرق المدينة فقال: يا ابن رسول اللّه حالك عند اللّه عز و جل، و قرابتك من رسول اللّه، تجهد نفسك في مثل هذا اليوم!!! فقال (عليه السلام): «يا عبد الأعلى خرجت في طلب الرزق لأستغني عن مثلك».

فهو (عليه السلام) يضرب لعبد الأعلى المثل الأعلى في إعزاز النفس الذي يحققه المسلم من وراء العمل، و في نفس الوقت يعكس أولا أهمية اعتماد المسلم و استغنائه عن الآخرين مهما كانت منزلته و عظمة رتبته.

و ثانيا: إن استغلال الفرد و كسبه لرزقه يؤكد عزّة نفسه، و يحفظ كرامته، و يعيش سعيدا لا يذلّ لأحد، و لا يستهين بكرامته أحد.

و قد كانت الفترة التي مرّ بها الإمام الصادق قد شهدت نوعا من التطور الفكري الذي نجم عن التفاعل و الحوار بين الحضارات القديمة و بين الفكر الإسلامي، و أخذ الوضع الاقتصادي بالتدهور نتيجة سياسة القمع و الضرائب و النهب التي مارسها الحكام لسدّ متطلبات بذخهم و لهوهم، و كذلك الولاة فقد أجهدوا الرعية يأخذ الأموال من غير حقها، كما بيّنا ذلك.

و الإمام الصادق في ذلك العصر حاول أن يقود الأمة إلى كل خير، و في هذا المجال بالذات يبذل جهده بأن يجعل من الفرد المسلم فردا متمكنا متجاوزا عوائق الضيق و آلام الفاقة، فقام بتوعية الناس لمباشرة العمل و تحبيبه للنفوس، و بتنمية الشعور بالمسؤولية لكي لا تلجى‌ء الظروف أولئك الأفراد- الذين فقدوا خيرات بلادهم- إلى الاضطرار للاستجداء من السلطة و الركوع على أعتابها و الخنوع لها تحت وطأة قسوة ظروف الحياة و مرارة الجوع.

عن هشام بن سالم قال: كان أبو عبد اللّه إذا أعتم الليل و ذهب شطره، أخذ جرابا فيه خبز و لحم و دراهم، فحمله على عنقه، ثم ذهب به إلى أهل الحاجة من أهل المدينة، فقسّم فيهم و لا يعرفونه، فلما مضى أبو عبد اللّه (عليه السلام) فقدوا ذاك، فعلموا أنه كان أبا عبد اللّه (عليه السلام).

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 252
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست