نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 241
التستر و الادعاء، و اختطوا لأنفسهم طريقا يقوم على وسائل و شعارات لا حظّ لها من الصحة و لا نصيب، يمنّون أنفسهم باستعادة أمجادهم و الوقوف بوجه الإسلام.
و كيف يجديهم ذلك و ينطلي على المؤمنين خداعهم بعد أن ظهرت آثاره في حربهم و انتشرت أخباره في صدودهم، فحاولوا عن طريق الدسّ أن ينتصروا لمبادئهم الإلحادية، و توصلوا إلى ما توهموه حلا ناجحا و انتقاما سريعا و ذلك عن طريقين:
الأول: انضمام بعض دعاة الإلحاد إلى مدرسة الصادق ظاهرا، و ادعاء حب أهل البيت نفاقا، لكي يعملوا من الداخل على الفساد و الإفساد.
الثاني: استعمال الكذب و الدسّ على أهل البيت. و من هذا و ذاك كوّنوا طريقا، و صلوا من خلاله إلى غاية في نفوسهم، و هي إظهار الغلوّ في أهل البيت، و الغلوّ كما قدّمنا هو أعظم مشكلة اصطدمت بها قافلة التشيّع، و أدهى مصيبة نكبت بها هذه الطائفة، و حركة الغلوّ هي حركة إلحادية منشأها معارضة الإسلام من جهة، و تشويه مذهب أهل البيت من جهة أخرى، لذلك ربط كثير من المؤرخين و الكتّاب بين التشيّع و بين الغلوّ؛ بل ذهب بعضهم إلى وصف التشيّع بالغلوّ. و السبب في ذلك قصور نظرتهم و عجزهم عن التحلّي بالموضوعية التي تقتضي جهدا لسير تفاصيل و أحداث تلك المرحلة. فليس بين الشيعة و بين الغلاة ما يجمعهم، كيف ذلك و قد كان ظهور دعوات الغلاة و تسللهم قد سبّب لأئمة أهل البيت و قادة الشيعة قلقا و إزعاجا لم يهدأ، حتى أحبطت حركاتهم و فشلت مخططاتهم، و قد تناولنا في الجزء الرابع من الكتاب جوانب قيام هذه الحركة و اعتبارها مشكلة. و لا غرابة في وصفها بالمصيبة التي عولجت بجهود الأئمة أهل البيت، و بمزيد الأسف أن يتغاضى البعض عن هذه الحقائق و ينكروا الوقائع و يتلذذوا بالطعن على الشيعة، و هم بذلك ضحايا دعاوى الحكام و المناهضين لأهل البيت سواء من جهة تلقي الدين أو من جهة الأغراض السياسية العمياء التي تريد تشويه الحقائق و قلب الأوضاع و اتهام الأبرياء لإضعاف أثر أهل البيت في المجتمع و النيل من مكانتهم السامية في النفوس.
كان دخول الغلاة في صفوف الشيعة خطوة سياسية أوجدتها عوامل متعددة كما أشرنا إلى ذلك، و في مقدمتها: النيل من الإسلام. و قد عالج أهل البيت هذه المشكلة الخطرة، فعرفوا الدوافع التي دعت هؤلاء إلى الالتحاق بصفوف الشيعة، كما اتضحت لهم غايات خصومهم. فكانوا يعلنون للملإ البراءة من الغلوّ و الغلاة، و جاهروا
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 241