responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 228

سارت بذكره الركبان، و ازدحمت على مجلسه الوفود من شتى الأقطار، فكان بحق أعلم أهل عصره، و لم يكن هناك أعلم منه. و قد أعلن (عليه السلام) للملإ بقوله: «سلوني قبل أن تفقدوني فإنكم لن تجدوا أحدا مثلي» [1].

و قد شهد له علماء عصره من تلامذته و روّاد مجلسه كمالك ابن أنس و أبي حنيفة و السفياني‌ [2].

و كان عصره يتّصف بمفارقات أوجدت مشاكل عديدة أثقلت كاهل كل مسلم يحسّ بواجبه تجاه أمته عند ما اصطدمت بأمور محدثة يغلب عليها طابع المصالح الذاتية، و شاعت مظاهر الفساد و ترسّخت اتجاهات الشذوذ عن العقيدة و الابتعاد عن الإسلام، رغم أبراد التديّن التي لبسها الحكام و رسوخ دعائم سلطانهم باسم الدعوة إلى الإسلام و القيام بأمر الخلافة و شئون النظام.

و كان للتحول السياسي الذي شهده عصر الإمام الصادق أثر في تعقيد الأوضاع و قيام موجة من الاضطراب، هددت أمن المجتمع الإسلامي، و رمت به إلى معترك هام قضى على بقايا استقراره.

و عند ما ظهرت الدعوات المختلفة، و قامت الثورات المتلاحقة، و كلّ يدعي المحاماة عن الدين و الدفاع عن شريعة محمد (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) وقف الإمام الصادق (عليه السلام) وسط تراكم الأحداث و انعطاف الأسباب و حدوث التطورات موقف مسئولية كبرى من حيث التصرف الذي تقتضيه المرحلة و المسئوليات التي تطرحها الظروف القائمة على أهل بيت النبوة، و العمل المطلوب أمام تلك المشاكل. فهم رجال رضعوا لبن الفضيلة، و تشرّبت دماؤهم العقيدة الإسلامية، و قدّموا في ميادين الفداء أعظم التضحيات، و بذلوا كل إمكانياتهم في سبيل نشر الدعوة الإسلامية. فقد واكبوا تلك الدعوة في يومها الأول، و عاصروها على مرّ الزمن، حتى باتت لباسهم الحق و سمتهم الأصيلة.

و الإمام الصادق ولد في مهبط الوحي، و ترعرع في مهد الرسالة، و تدرّج في‌


[1] و (2) الذهبي تذكرة الحفاظ ج 1 ص 157. و مناقب أبي حنيفة للموفق المكي ج 1 ص 173. و انظر الجزء الأول و الثاني من الإمام الصادق و المذاهب الأربعة.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 228
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست