responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 225

عبر سيرتين و مرحلتين لنظام الإمامة و تاريخ أهل البيت النبوي عليهم أفضل الصلاة و السّلام. فتعلّق جزء منها بحياة جدّه الإمام زين العابدين (عليه السلام)، كما تعلق شطر منها بحياة أبيه الإمام الباقر (عليه السلام)، فكانت حياته (عليه السلام) من هذا الجانب زاخرة بالمواقف و الأفعال و المبادئ، حتى جاءت شخصيته (عليه السلام) و أفكاره و تعاليمه على مستوى من التكامل و النضج، و من العمق و الغنى، ما جعلها مكافئة للأخطار و المهالك التي تحيط بالإمامة و تهدّد الأمة و المجتمع الإسلامي، فقد تسلّم الزعامة الروحية و تولى الإمامة في مرحلة شديدة الصعوبة، و لو لا آثار الإمام الصادق (عليه السلام) و ما نتج عن نهجه الفكري و نشاطه العلمي، لكانت آثار النظامين الحاكمين، و نتائج أعمال الطغاة، و ما وجّه إلى الأمة الإسلامية من ضربات تستهدف عقيدتها و سلوكها من قبل أعداء الدين، قد أسلمت الكيان الإسلامي بكل جوانب وجوده و وجوه بقائه إلى أزمة حادة أو مشكلة مستديمة. لكن جهد الإمامة، و حكمة استمرار الرسالة في وصاية الولاية، أبقت جذور العقيدة راسخة، و حفظت أركان الدين قائمة برغم انشغال حكّام الزمان بحماية سلطانهم، و انتهاجهم البطش و القسوة، حتى كانت صورة المجتمع الإسلامي محاطة من جهة بظلم الحكام و جبروتهم، و من جهة أخرى بأعداء الإسلام و أفكارهم، و من جهة ثالثة بألوان ضعف الإيمان و البعد عن الدين. و يبرز في قلب هذه الصورة شخصية المصلح الفذّ و القائد المخلص، فيحيل ظلمات الجهل إلى مشارق أنوار، و يخلق تلك النهضة الفكرية و الحياة العقلية التي نهل منها أئمة المذاهب و علماء المسلمين، و التي حصّنت الأمة ضد حركات الأعداء، و حفظت الفكر من تيارات الإلحاد و الزندقة.

و قد رأيت أن أبدأ الكتاب بشي‌ء من سيرته يلخّص ما بسطنا به القول في الجزءين الأول و الثاني من الكتاب، و قدّمت عرضا للفترة السياسية الزمنية، و أسماء الملوك الحكام الذين عاصرهم الإمام الصادق (عليه السلام) حتى تكون أمام القارئ الذي لم يتهيأ له قراءة أجزاء الكتاب التي ضمّت تفاصيل القول في هذه الفترة الزمنية السياسية، صورة عن الأحداث و التحولات التي عاشها الإمام الصادق. ثم سقنا نظرة إلى حوادث عصره لتكون عقب الشي‌ء الذي قدّمناه من سيرته متكاملة في إطار الصورة التي نريد.

و لمّا كنت قد أنهيت كتاب: (حياة الإمام الصادق) [1] فقد نهجت في هذا الجزء


[1] سنقدمه للطبع إن شاء اللّه بعد الفراغ من طبع الجزءين السابع و الثامن من الإمام الصادق و المذاهب الأربعة.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست