responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 205

فتحوّل البعض عن طريقة السلطة العباسية، و بقي أحمد وحيدا في أجواء التحوّل و التغيير، مستمسكا بالطريقة التي تهاب البحث و تخشى النقاش، و إن كانت تحرز كنزا و تدّخر ثروة من فهم الكتاب بأي طريقة كانت، و تمثّل السنة بأيّ صورة تمّت، لأن الظاهر القائم على وضوح النص و تحريّ السبب معين فيّاض يوفّر الحجة و يغني في الجدل.

بإسناده قال الميموني: سمعت علي بن المديني يقول: ما قام أحد بأمر الإسلام بعد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) كما قام أحمد بن حنبل. قال: قلت له: يا أبا الحسن و لا أبو بكر الصديق؟ قال: و لا أبو بكر الصديق. إن أبا بكر الصديق كان له أعوان و أصحاب، و أحمد بن حنبل لم يكن له أعوان و لا أصحاب ا ه.

سبق أن قدّمنا أن الكرابيسي كان أول ضحايا السلطة بعد جنازة ابن حنبل، و قد بدر من المتوكل من مشاعر التقديس و الإجلال لأحمد بن حنبل ما لم يحظ به أحمد من رؤساء المذاهب الذين سبقوه، فيقول لمحمد بن عبد اللّه بن طاهر: طوبى لك، صلّيت على أحمد بن حنبل.

و بعد موت أحمد اندفع أصحابه تحت شعار- إحياء السنّة و محاربة البدع- إلى إيذاء الناس و الاعتداء على الآخرين. و لمّا تصل الأخبار إلى المتوكل يقول لصاحب الخبر: لا ترفع إليّ من خبرهم شيئا، و شدّ على أيديهم فإنهم و صاحبهم من سادات أمّة محمد (صلّى اللّه عليه و آله و سلم)[1].

يقول ابن كثير: (كان المتوكل محببا إلى رعيته، قائما في نصرة أهل السنة، و قد شبّهه بعضهم بأبي بكر في قتله (أهل الردة) لأنه نصر الحق و ردّه عليهم حتى رجعوا إلى الدين، و بعمر بن عبد العزيز حين ردّ مظالم بني أمية، و قد أظهر السنّة بعد البدعة، و أخمد أهل البدع و بدعتهم بعد انتشارها و اشتهارها، ف(رحمه اللّه)).

و تولى الحنابلة- و على رأسهم صالح بن أحمد- نشر المنامات التي تصوّره بأنوار قدسية و بين يدي ربه، لأنه محيي السنة ردا لرعايته و تبنّيه لأمرهم. فقد بلغ الأمر بالمتوكل أنه أرسل جماعات تحصي عدد المصلّين أو المشيعين.


[1] المصدر نفسه 1/ 15.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست