responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 183

الكلام، و بيان المراد من الكلام النفساني و تعلقه بالذات، و قد تناولتها الأقلام قديما و حديثا، و ربما وقع و هم من بعض من تعرّض لهذه المسألة تاريخيا فسار وراء ظواهر الأقوال، و عبّر عن الخلق بالمعنى اللغوي و هو الكذب، فيقال إنه مخلوق أي مكذوب.

و كان الخليل بن أحمد يمنع أن يوصف الكلام بالمخلوق، و يقول: إن الكلام متى أطلق عليه الخلق فالقصد الكذب، و لهذا يقال: كلام خلقه فلان أي تقوّله. و كان ذلك من رأي الشيعة كما تقدم في أول الكتاب.

و قد ورد في كثير من أقوال العرب: اختلق كذا أي كذب فيه. و سئل بعض الفقهاء في المحنة فقال: أصفه بأنه محدث، و لا أقول إنه مخلوق لقوله تعالى: ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ‌ فمعنى أنه مخلوق و هو غير منزل. و بهذا أخذ العوام في إثارة البغضاء و إيقاد نار الفتنة و نشر الدعاية ضد المعتزلة بأنهم يذهبون إلى خلق القرآن أي إلى عدم كونه منزلا من اللّه تعالى، و اتسعت شقة الخلاف، و حدث في صفوف الأمة الانقسام. و كان الإمام أحمد قد امتحن و ثبت، فاجتاز المحنة عند ما اعتلى الحكم المتوكل العباسي، فكان انتصارا لأحمد و لمن اتصل به، و بخروجه باتت المحنة تشمل العامة، فاحتفلت بالانتصار بعواطف هيّاجة و نقمة عارمة طافت على سطحها و ركبت موجها وجوه تضررت مصالحها و تضاءلت مكانتها، فاندفعت بكل ما أوتيت من قدرات إلى تمجيد المتوكل و تعظيمه، و اتبعهم على ذلك بإخلاص أخلافهم.

قال ابن الجوزي: أطفأ المتوكل نيران البدعة، و أوقد مصابيح السنّة، و قد قال من سبقوه: الخلفاء ثلاثة أبو بكر الصديق قاتل أهل الردّة حتى استجابوا له، و عمر بن العزيز ردّ مظالم بني أمية، و المتوكل محا البدع و أظهر السنّة. كما خلقوا له مناقب و أطيافا، و رفعوا شعار العدالة باسمه و هو أظلم خليفة من بني العباس، فأسدلوا على ظلمه ستار المدح الزائف، و جعلوا سيئاته حسنات، و أخذ القصّاصون بنشر الأطياف بحقه حيا و ميتا.

أما الإمام أحمد، فإنه أصبح إمام السنّة و بطل الإسلام، و أنه ما قام أحد بأمر الإسلام كما قام به أحمد.

و قالوا: أحمد بن حنبل إمام، و من لا يرضى بإمامته فهو مبتدع ضال.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 183
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست