نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 157
منها: كتاب الصلاة، كتاب الزكاة، كتاب الصيام، كتاب الفرائض، كتاب البيوع، كتاب الخراج، كتاب الوكالة، كتاب الوصايا، كتاب اختلاف الأنصار، كتاب الرد على مالك و غيرها. و له إملاء رواه بشر بن الوليد القاضي يحتوي على ستة و ثلاثين كتابا.
قال رجل لأبي يوسف: رجل صلى مع الإمام في مسجد عرفة، ثم وقف حتى دفع بدفع الإمام؟ قال: ما له؟ قال: لا بأس به. فقال: سبحان اللّه، قد قال ابن عباس:
من أفاض من عرفة فلا حجّ له، مسجد عرفة في بطن عرفة؟ فقال: أنتم أعلم بالأحكام، و نحن أعلم بالفقه. قال: إذا لم تعرف الأصل فكيف تكون فقيها؟ [1].
إن أبا حنيفة قد رعى أبا يوسف رعاية خاصة. و كان يتفقّده و يتعاهده و يمدّه بالمال حتى استغنى و تموّل بعد أن كان في ضيق و فقر، و كان أبوه ينهاه عن طلب العلم على أبي حنيفة لئلا يؤثر ذلك على رزقهم و تحصيل قوتهم. و يروي أبو يوسف ذلك: (توفي إبراهيم بن حبيب، و خلّفني صغيرا في حجر أمي، فأسلمتني إلى قصّار أخدمه، فكنت أدع القصّار و أمرّ إلى حلقة أبي حنيفة، فأجلس أستمع. فكانت أمي تجيء خلفي إلى الحلقة، فتأخذ بيدي و تذهب بي إلى القصّار. و كان أبو حنيفة يعنى بي لما يرى من حضوري و حرصي على التعلم. فلما كثر ذلك على أمي، و طال عليها هربي، قالت لأبي حنيفة: ما لهذا الصبي فساد غيرك، هذا صبي يتيم لا شيء له، و إنما أطعمه من مغزلي، و آمل أن يكسب دانقا يعود به على نفسه. فقال لها أبو حنيفة: مري يا رعناء هذا هو ذا يتعلم أكل الفالوذج بدهن الفستق) ثم يقول: إنه ضحك عند ما كان يجالس الرشيد و يأكل معه فالوذجة بدهن الفستق.
و قد أشرنا إلى طريقة أبي حنيفة في الدرس، و كان يقرّب كلا من أبي يوسف و زفر أحدهما عن يمينه و الآخر عن يساره، و يدعهما يتجادلان. و تختتم الروايات عن أستاذية أبي حنيفة بعبارة واحدة لها معناها، إنه كان يضرب بيده على فخذ زفر قائلا:
لا يطمع في رئاسة فيها أبو يوسف. و هي برواية عمر بن حمّاد بن أبي حنيفة [2].
و يروي ابن إبراهيم بن عمر عن فراسة أبي حنيفة التي ينظر بها فيرى ما سيصير