responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 152

أخي بالخروج مع إبراهيم بن عبد اللّه بن الحسن حتى قتل؟ فقال: قتل أخوك حيث قتل، يعدل قتله لو قتل يوم بدر، و شهادته مع إبراهيم خير له من الحياة [1]. فكان إسحاق يبغض أبا حنيفة.

و من هذا نستظهر أن أبا حنيفة معروف بميله للعلويين، و لذا وجه إليه زيد الدعوة للخروج معه، و جاء في اعتذار أبي حنيفة في بعض الروايات أنه كان مريضا.

أو أن لديه ودائع للناس ملزم بحفظها أو ردّها، كما أن استفتاء الناس له بالخروج مع إبراهيم، يدلّ على مكانته الاجتماعية في ذلك المجتمع. و بجانب ذلك، فقد كانت له مكانة سياسية و يد في الثورة، و قد أرسل رسالة إلى إبراهيم، يشير عليه أن يقصد الكوفة ليعينه الزيدية، و قال: ائتها سرا، فإن من فيها من شيعتكم يبيّتون أبا جعفر فيقتلونه أو يأخذون برقبته فيأتونك به.

و لما توجه إبراهيم لمقابلة عيسى بن موسى- القائد العباسي- و قامت الحرب بينهما، كان أبو حنيفة يدعو الناس للخروج معه. قال أبو نعيم: سمعت زفر بن الهذيل يقول: كان أبو حنيفة يجهر في أمر إبراهيم جهرا شديدا، و يفتي الناس بالخروج معه. فقلت له: و اللّه ما أنت بمنّته عن هذا، حتى توافى فتوضع في أعناقنا الحبال‌ [2].

و حدّث محمد بن الحسن و غيره من أصحابه: أن أبا حنيفة كتب إلى إبراهيم بن عبد اللّه لمّا توجّه إلى عيسى بن موسى: إذا أظفرك اللّه بعيسى و أصحابه فلا تسر فيهم سيرة أبيك في أهل الجمل، فإنه لم يقتل المنهزم و لم يأخذ الأموال، و لم يتّبع مدبرا، و لم يذفّف على جريح، لأن القوم لم يكن لهم فئة. و لكن سر فيهم بسيرته يوم صفين، فإنه سبى الذرية، و ذفّف على الجريح لأن أهل الشام كانت لهم فئة، و كانوا في بلادهم‌ [3].

فظفر أبو جعفر بكتابه، فكان الهدف الرئيسي من عرض القضاء على أبي حنيفة- بعد مدة- هو اتخاذ وسيلة للقضاء عليه بحجة امتناعه عن معاونة الدولة، و كان أبو


[1] المقاتل ص 246.

[2] المقاتل و تاريخ بغداد ج 13 ص 329 و 330.

[3] المصدر السابق ص 247.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست