responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 10

و ألتزم هنا نهج البحث في عوامل التعصب الطائفي و أسباب الخلاف المذهبي كمشكلة تاريخية سببت الفرقة بين المسلمين و فككت وحدتهم و باعدت بينهم، و قد خصصت في الأجزاء السابقة من الكتاب حيزا كبيرا لدراسة نتائج التعصب و عوامل قيامه، و أوضحت ما علق بفعل ذلك في أذهان الناس من أمور تسي‌ء إلى مفهوم الانتماء إلى المذاهب و غلبة نزعة العداء على جوهر المبادئ، حتى أدى ظاهر الالتزام بها إلى الخروج عن ميزان الشرع، و حدوث انعكاسات سلبية على المجتمع فأحدثت خللا فيه، إذ خرجت المنازعات عن حدود التوازن الفكري أو الخلاف الواعي، فتعددت حدود الاستقامة و الاعتدال- في السلوك و التصرف- إلى الاعتقاد، حتى أصبح النص الوارد في الكتاب (عند بعضهم) لا يعمل به إن خالفه رئيس المذهب الذي أصبحت أقواله سنة، و مخالفته بدعة، و عدم اتباعه كفرا، حتى قالوا أن الكتاب تنسخه مخالفة أقوال علماء المذهب، يقول الكرخي‌ [1]: «الأصل أن كل آية تخالف قول أصحابنا فإنها محمولة على النسخ، أو على الترجيح و الأولى على التأويل، من جهة التوفيق. الأصل أن كل خبر يجي‌ء بخلاف قول أصحابنا فإنه يحمل على النسخ، أو يحمل على أنه معارض بمثله، ثم صار إلى دليل آخر أو ترجيح فيه، بما يحتج به أصحابنا من وجوه الترجيح، أو يحمل على التوفيق» [2].

و يبين لنا هذا النص مدى الارتباط بالمذهبية و الالتزام بأقوال الأئمة حتى و إن خالفت الواقع، و يخضعون الكتاب لموافقة أقوالها، و إذا امتنع النص القرآني فإنهم ينسخون و يعملون بما جاء عن أصحاب المذاهب «فهم مدفوعون وراء المذهبية تعصبا، و يطرحون الدليل و يؤوّلونه تأويلا بعيدا لا يتفق مع الحقيقة. فهذه هي المذهبية التي يبغضها اللّه و رسوله» [3].

و لقد أدت شئون الحكم و مقتضيات السلطان إلى تبني التمذهب و جعل الرئاسة في الفقه من أعمدة السياسة، فتأثر- تبعا لمواقف الملوك و الحكام، وجود و نشاط


[1] عبيد اللّه بن الحسن أبو الحسن الكرخي. ولد سنة ستين و مائتين، و مات سنة أربعين و ثلاثمائة، انتهت إليه رئاسة الحنفية، كان من المجتهدين في المسائل على مذهب أبي حنيفة، و له المختصر و شرح الجامع الصغير و شرح الجامع الكبير.

[2] الدكتور مصطفى سعيد الجن، نقلا عن أصول الكرخي، ص 84 القاهرة 1972.

[3] الدكتور مصطفى سعيد الجن، أثر الأخلاق في القواعد الأصولية، ص 9.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست