responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 3  صفحه : 49

و كان هو بنفسه (عليه السلام) يصل من قطعه و يعفو عمن ظلمه، و لا يرى في النهار إلا صائما و في الليل إلا قائما، و كان من العلماء العباد الذين يخشون اللّه. كما حدث عنه تلميذه مالك‌ [1].

فكانت شخصيته (عليه السلام) تزداد تمكنا في القلوب و شهرة في جميع الأقطار الإسلامية و سارت الركبان بذكره، و قصده كبار الفقهاء و رجال الحديث من مختلف الأقطار، على اختلاف نزعاتهم يسألونه عن مختلف المسائل و شتى العلوم.

و الشي‌ء الذي نريد أن نقوله هنا هو أن المنصور كان يعد الإمام الصادق منافسا خطيرا أعياه أمره، إذ لم يتمكن من القضاء عليه كما لم يتمكن من تحصيل تأييده، فيحقق هدفه، بل الأمر بالعكس.

فلقد كان رأي الإمام الصادق في الدولة العباسية كرأيه في الدولة الأموية، من حيث الظلم للرعية، و الاستبداد في الحكم، و الابتعاد عن الإسلام. و قد نهى عن المؤازرة للدولة الجديد، كما نهى عن المؤازرة للدولة المنقرضة و صرح بذلك في عدة مواطن.

فمثلا: سئل (عليه السلام) عن البناء لهم و كراية النهر فأجاب: ما أحب أن أعقد لهم عقدة، أو وكيت لهم وكاء، و لا مدة بقلم، إن أعوان الظلمة يوم القيامة في سرادق من نار، حتى يحكم اللّه بين العباد.

كما نهى عن معاونتهم حتى في بناء المساجد، لأنه (عليه السلام) يرى أن أموالهم مغصوبة، لا يحق لهم التصرف فيها بأي نوع كان، و المعاونة لهم في ذلك تشجيع لهم، و مضاعفة لبلاء الأمة في تركيز عروش الظالمين.

و أعلن غضبه على الفقهاء الذين يسيرون في ركب الدولة و حذر الناس منهم، لأن شرهم أعظم بكثير من غيرهم، عند ما يخونون أمانة العلم و رسالة الإسلام. فكان يقول (عليه السلام): الفقهاء أمناء الرسل فإذا رأيتم الفقهاء قد ركبوا إلى السلاطين فاتهموهم.


[1] التوسل و الوسيلة لابن تيمية ص 52، و مالك لمحمد أبو زهرة ص 28 نقلا عن المدارك للقاضي عياض ص 212.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 3  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست