responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 1  صفحه : 54

سوق الاعتبار يعرف مدى انحرافه و أنه أهمل الواقع و ظلم الحقيقة، و تراه عند ما يأتي لذكر جعفر بن محمد الصادق في حوادث 148 ه- يقتصر على قوله: و فيها مات الإمام جعفر الصادق. و لا يروق له ذكر شي‌ء عن حياته. و كثيرون أمثال ابن كثير من قبل و من بعد.

و أغرب شي‌ء وقفنا عليه أن البحاثة محمد محيي الدين المعروف بالتتبع و ضبط الألفاظ في تصحيحه و تعليقه على الكتب أهمل اسم جعفر بن محمد و غير اسمه، فيقول عند ذكر وفاته في العنوان: وفاة محمد بن جعفر العلوي‌ [1]. و هب أن ذلك غلط مطبعي أو من الناسخ في أصل الكتاب فإن الواجب عليه التنبيه و الإلفات لهذا الغلط. و ما نرى ذلك إلا من نتائج جهود النواصب و أعداء أهل البيت الذين اتجهوا بنشاط واضح إلى الأقلام المعاصرة في مصر العروبة و الإسلام للتأثير في واقعيتها و التحول عما اتصفت به من الدقة و الصدق في مواقف كثيرة.

و مثل شخصية جعفر بن محمد تلك الشخصية الإسلامية العظيمة يجب على التأريخ إعطاءها حقها من البحث، فهو أبرز شخصية في عصره و أعلم الأمة على الإطلاق.

و لا نتجاوز الحقيقة إن قلنا ان الإمام الصادق (عليه السلام) كان أعلم أهل عصره و هو أولى الناس بحفظ أمانة الدين، و لا نبعد عن الواقع، إن قلنا ان تلك الخطوات التي سار عليها في عصر ازدهار العلم قد أعطت الأمة دروسا، و علمتهم كيف يجب أن يكون المصلح الذي يقتدي به عظماء الأمة و رجال الدعوة، و أن يستقل العلم بمؤهلاته النفسية و يفرض نفسه على المجتمع بقيمه الروحية، بدون التزام بالقوة. بل الأولى أن يكون مقبولا من حيث هو، لا من حيث الإرهاب و السلطة أو المغريات الخداعة، و إن الكثير ممن درسوا حياة الإمام الصادق (عليه السلام) إنما سلكوا طرق الحذر و التكتم، فتلك دراسة سطحية لا تتجاوز حدود دائرة الحذر أو التعصب، و قد رسمت صورته في إطار التأريخ بريشة مفن مرتعشة لذلك لم تبرز طبق الأصل و مع هذا جاءت سليمة من التشويه و فريدة في الإبداع. لم تنل منها أغراض الحكام، و لم تتمكن من منزلته سياستهم، فكان غاية ما في وسع من أشبع بروح العداء أو نذر نفسه لخدمة أغراض‌


[1] مروج الذهب ج 3 ص 212.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست