responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 1  صفحه : 473

كان يقول: إن الكعبة تسجد لبيت المقدس في كل غداة، فقال أبو جعفر: فما تقول فيما قال كعب؟ فقال الرجل: صدق كعب، فقال له أبو جعفر: كذبت و كذب كعب الأحبار معك، و غضب. قال زرارة: ما رأيته استقبل أحدا بقوله كذبت غيره.

و كان (عليه السلام) إذا دخل مكة انثال عليه الناس يستفتون عن أهم مسائل الحلال و الحرام، و يستفتحون أبواب مشاكل العلوم و يغتنمون فرصة الاجتماع به ليزودهم بتعاليمه، و إذا أقام بمكة عقدت له حلقة ينضم فيها طلاب العلم بل علماء الأمة، و حج هشام بن عبد الملك فنظر إلى اجتماع الناس حوله و حضور العلماء عنده فثقل عليه ذلك، فأرسل رجلا من أصحابه و قال له: قل له يقول لك أمير المؤمنين ما الذي يأكله الناس و يشربونه في المحشر إلى أن يفصل بينهم يوم القيامة؟ فلما سأله الرجل قال له الإمام الباقر: يحشر الناس مثل قرص النقى‌ [1] فيها أشجار و أنهار يأكلون و يشربون منها حتى يفرغوا من الحساب. فقال هشام للرسول: اذهب إليه فقل له يقول: ما أشغلهم عن الأكل و الشرب يومئذ؟ فقال أبو جعفر: هم في النار أشغل و لم يشتغلوا عن أن قالوا: أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم اللّه، فسكت هشام و لم يظفر بما أراد من سؤاله للإمام فإنه سؤال امتحان لا استفادة.

و دخل عليه رجل من الخوارج فقال له: يا أبا جعفر أي شي‌ء تعبد؟

فقال (عليه السلام): اللّه.

قال الرجل: رأيته؟

قال: بلى، لم تره العيون بمشاهدة الأبصار و لكن رأته القلوب بحقائق الإيمان، لا يعرف بالقياس، و لا يدرك بالحواس، و لا يشبه بالناس، موصوف بالآيات، معروف بالدلالات، لا يجوز في حكمه، ذلك اللّه لا إله إلا هو.

فخرج الرجل و هو يقول: اللّه أعلم حيث يجعل رسالته.

و دخل عليه عثمان الأعمى من أهل البصرة و قال له: يا ابن رسول اللّه إن الحسن البصري زعم أن الذين يكتمون العلم يؤذي ريح بطونهم النار، فقال أبو جعفر: إذا هلك مؤمن آل فرعون و اللّه مدحه بذلك.


[1] النقى كغنى. قال في النهاية الحديث يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء كقرصة النقى يعني الخبز الحواري.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 1  صفحه : 473
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست