responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 1  صفحه : 33

فمنك البداء و منك الغير* * * و منك الرياح و منك المطر

و أنت أمرت بقتل الإمام* * * و قلت لنا إنه قد كفر

و التف حولها بنو أمية الذين هربوا إلى مكة، و جاء طلحة و الزبير فأيدوا هذا الرأي و انضموا لجانب عائشة، و من هناك تألف جيش البصرة، و كثر نعي عثمان و إعلان الحرب على علي (عليه السلام).

فكانت حرب الجمل‌ [1] و بعدها صفين تلك الحرب التي طال أمدها و عظم وقعها فلجأ معاوية إلى المكر و الخداع و انتهت بذلك التحكيم الذي جرى بغير ما أنزل اللّه ثم كانت حرب النهروان التي أثارها المارقون عن الدين و الخارجون على إمام المسلمين فانتصر عليهم و شتت شملهم. و ارتحل علي (عليه السلام) إلى دار البقاء شهيدا بعد أن أدى رسالته على أكمل وجه و أقام في الأمة العدل و سار بسيرة الرسول (ص) و اهتدى بهديه ف(صلوات اللّه عليه) و رحمته و مغفرته و رضوانه.

و قام من بعده ولده الحسن (عليه السلام) بنص من أبيه من جهة، و اجتماع المسلمين على بيعته من جهة أخرى و هو ريحانة رسول اللّه و سبطه الذي خلفه في أمته، فكان ما كان من مقابلة معاوية له بإعلان الحرب عليه، و مقابلته له بما يكره، و استعماله طرق الخداع و المكر لتفريق الناس عنه، ليضرب معاوية ضربته القاضية، و يتم له الأمر بالظفر و الغلبة.

فكان من حنكة الحسن (عليه السلام) و حسن تدبيره تنازله للصلح ليوقف تيار غلبة معاوية عنده حده، فإن معاوية لو تم له الأمر بالغلبة لكان ما كان من أفعال انتقامية كما هو شأن الظافر الذي لا وازع له يحجزه عن ارتكاب ما يريد وقوعه في خصومه، و لكن الحسن (عليه السلام) قيده بشروط تقف حاجزا دونه و دون مآربه و تجعله لا يشعر بسلطة الظفر الذي يبيح ما يريد، و كان يثقل عليه وجود الحسن في الوجود فتوصل إلى قتله بالسم فإنا للّه و إنا إليه راجعون و تم لمعاوية ما أراد (و إن ربك لبالمرصاد).


[1] كانت حرب الجمل في سنة 36 هجرية في جمادى الآخرة و قتل فيها من الطرفين عدد لا يقل عن عشرة آلاف و فيها قتل طلحة رماه مروان بن الحكم بسهم فقتله و قد اشتهر عنه قوله أينما أصابت فتح و كذلك وقعة صفين ابتدأت في هذه السنة و انتهت في أمر التحكيم في شهر رمضان سنة 37.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست