نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 1 صفحه : 32
حرب علي، و ذلك لما بلغه بيعة علي لأنه يكره ولاية علي (عليه السلام) و بيعته [1] و لكنه اشترط على معاوية أن يعطيه ولاية مصر ما دام على قيد الحياة ثمنا لافتعاله و اصطناعه التظلم لمقتل عثمان، فرضي معاوية بذلك و لا يهمه اشتراك عمرو بن العاص بقتل عثمان في التحريض عليه لهياج الرأي العام، كل ذلك لا يهم معاوية ما دام ابن العاص أصبح عدوا لعلي و كان أكثر اعتماد معاوية على المتمردين على الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).
و ازداد نشاط خصوم علي بهذه الفكرة و قويت شوكة معاوية، و عظم جانبه، و برأ الكل من دمه إلا علي وحده، و انقلب بعض المعارضين لعثمان و الثائرين عليه من قبل إلى جهة الشفقة و الحنان عليه.
عائشة و عثمان:
و كانت أم المؤمنين عائشة تتطلع أخبار المدينة و هي في مكة، و قد تركت عثمان محصورا، فقدم عليها رجل يقال له أخضر فقالت: ما صنع الناس؟ قال: قتل عثمان المصريين، فقالت: إنا للّه و إنا إليه راجعون أ يقتل قوما جاءوا يطلبون الحق و ينكرون الظلم؟!! و اللّه لا نرضى بهذا.
فهي بهذه اللحظة متمسكة بالإنكار على عثمان و ان من رأيها أحقية المطالبين لعثمان، و الثائرين عليه ثم لقيها رجل آخر فسألته ما صنع الناس؟ قال: قتل المصريون عثمانا. قالت: العجب لأخضر زعم المقتول هو القاتل و لم يظهر إلى هذا الحد منها تغير و تبدل، و لكن عند ما بلغها قتل عثمان و بيعة علي (عليه السلام) و هي تريد الخروج إلى المدينة نادت: ردوني إن عثمان قتل مظلوما فاطلبوا بدم عثمان [2]. ليت هذه انطبقت على هذه إن تم الأمر لصاحبك (تعني عليا) ردوني قتل و اللّه عثمان مظلوما، و اللّه لأطلبن بدمه.
فقال لها الرجل: و لم؟!! و اللّه إن أول من أمال حرفه لأنت، و لقد كنت تقولين اقتلوا نعثلا فقد كفر، قالت: قلت و قالوا، و قولي الأخير خير من الأول فقال لها: