نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 1 صفحه : 284
و هناك عناصر في الوضع من طراز آخر، و هم الذين قاموا بنصر مبادئهم في وضع الأحاديث على لسان صاحب الرسالة بدون مبالاة.
فهذا نعيم بن حماد بن معاوية المتوفى سنة 227 ه- كان ماهرا في وضع الحديث، متجرئا على مقام صاحب الرسالة. قال الذهبي: و كان يضع الحديث في تقوية السنة، و حكايات في ثلب أبي حنيفة و كان صلبا في السنة.
و منهم أحمد بن عمرو بن مصعب بن بشر، كان من الوضاعين و من أهل السنة المجودين، و وضع بذلك كتبا في تقوية السنة كلها موضوعة منتشرة عند الخراسانيين في عصره، و كان معروفا في نصرة السنة بوضع الأحاديث الكاذبة عن الثقات [1].
و منهم علي بن أحمد بن محمد بن عمر و كان شديد العصبية في السنة يضع الأحاديث في نصرتها [2].
و منهم أحمد بن عبد اللّه الأنصاري كان من الوضاعين لنصرة السنة، و هو واضع الحديث عن ابن عمر مرفوعا في قوله تعالى: يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ [آل عمران: 106] قال: فأما الذين ابيضت وجوههم: أهل السنة و أما الذين اسودت وجوههم:
أهل البدعة و غيرهم [3] و سيأتي الحديث عنهم في الأجزاء الآتية.
لقد كان خطر أولئك الدجالين عظيما جدا، فإنهم تقربوا لولاة الأمر بوضع الأحاديث، فاتخذوا منهم أعوانا على حل مشاكل يعجزهم حلها بالقوة، و لكنهم جعلوا ما يضعونه وسيلة لتعزيز مركزهم أولا، و مقابلة خصومهم ثانيا، و إشغال الرأي العام ثالثا، و كان الأمر الذي يهمهم قبل كل شيء هو أمر الشيعة الذين آثروا تضحية النفس على الإذعان للخصم، و لم تربطهم معهم رابطة، و لم يعترفوا بصحة تلك الولاية الجائرة، فلا يصح لهم السكوت عن معارضتها و هم غاصبون للخلافة ظالمون لنظام الحكم الإسلامي الذي جعلوا منه ملوكية مستبدة و مؤسسة ظالمة لا تمت إلى قيم العدل الإسلامي إلا بالاسم، لذلك سلكت السلطة طرق المكر و الخداع و التمويه على الناس، حتى بلغ بهم الأمر إلى وضع الأحاديث بخروج الشيعة عن الإسلام كما مر بيانه، و هي تدل بمنطوقها على تحليل دمائهم و معاملتهم معاملة الكفرة، و هيهات أن