و أخرج الإمام أحمد، و الطّبراني، و الحاكم عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال:
«لمّا نزلت هذه الآية، قالوا يا رسول اللّه! من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): عليّ، و فاطمة، و أبناهما» [1]. و روى البزار،
[1] أقول: اختلفت الأقوال، و تضاربت الآراء في تأويل معنى القربة في هذه الآية الكريمة. و عند مراجعتنا للمصادر التّأريخية، و الحديثية، و التّفسيرية نرى أنّ الآراء قد أجمعت بأنّ المراد من القربة هم أهل الكساء المطهّرون: عليّ، و فاطمة، و الحسنان. كما جاء في تفسير الكشّاف للزمخشري:
4/ 219- 220 طبعة منشورات البلاغة قم، و فتح القدير للشوكاني: 4/ 534. و أورد حديثا في سبب النّزول أخرجه ابن جرير، و ابن أبي حاتم، و ابن مردويه، عن ابن عباس قال: لمّا نزلت قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى، قالوا: يا رسول اللّه من هؤلاء الّذين أمرنا اللّه بمودّتهم؟ قال: عليّ، و فاطمة، و ولدها. و في رواية أخرى و «و ولدهم». و قيل: قال: عليّ، و فاطمة، و الحسن، و الحسين.
و قد أجمع الجمهور على ذلك ما عدا ابن كثير في تفسيره: 4/ 112 فقد اسقط ذكر الإمام عليّ (عليه السّلام)؛ لأنّه نقل الحديث عن ابن أبي حاتم، و لكن عند المراجعة تبيّن أنّ ابن أبي حاتم لم يسقط الاسم بل ثبت اسم عليّ (عليه السّلام) في تفسيره للآية ناقلا الحديث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
2/ 130 ح 822- 828 و 830- 834 و 838، غاية المرام: 306، فضائل الخمسة: 1/ 250 و 259 و 262 عن الصّواعق و عن كنز العمّال: 1/ 208 و هي شواهد كثيرة، خصائص الوحي المبين: 54 الطّبعة الاولى و 58 الطّبعة الثّانية.
و انظر أيضا حلية الأولياء: 3/ 201، كتابه المناقب: 29 ح 62 و 69 أو في حديث 824 من الشّواهد للحاكم و رواه الطّبراني المعجم الكبير (ترجمة الإمام الحسن (عليه السّلام)): 1/ 125 تحت الرّقم 2641، و: 3/ 139 الطّبعة الاولى و كذلك في ترجمة عبد اللّه بن عباس: 3/ 152، مجمع الزّوائد:
7/ 103 و 9/ 146 و 168، كفاية الطّالب للحافظ الكنجي: 90 و 91 و 93 و 313 و 317 طبعة الحيدرية و في هامشه عن الكشّاف: 2/ 339، ذخائر العقبى: 25، نور الأبصار: 101، الصّواعق المحرقة: 101 و 135 و 136 طبعة الميمنية بمصر، و ص 168 و 225 طبعة المحمدية، القول الفصل لابن طاهر الحدّاد: 1/ 474 و 480 و 482 طبعة جاوا، تفسير النّيسابوري بهامش جامع البيان:
24/ 35 شرح المواهب للزرقاني: 7/ 3 و 21، إسعاف الرّاغبين للصبّان في هامش نور الأبصار: