نام کتاب : الإتحاف بحب الأشراف نویسنده : الشبراوي، جمال الدين جلد : 1 صفحه : 173
ثمّ انصرف جيشه هذا إلى مكّة المشرفة، لقتال ابن الزّبير، فوقع منهم رمي الكعبة بالمنجنيق، و إحراقها بالنار [1]، فلا شيء أعظم من هذه العظائم الّتي وقعت، و هي مصداق ما رواه أبو يعلى من حديث أبي عبيدة رضى اللّه عنه، رفعه: «لا يزال أمراء أمّتي قائمين بالقسط حتّى يتسلمه رجل من بني أميّة، يقال له يزيد»، و رواه غير أبي يعلى بدون تسمية يزيد؛ لأنّهم كانوا يخافون من تسميته [2].
و لهذا روى ابن أبي شيبة، و غيره عن أبي هريرة، أنّه قال: «اللّهمّ لا تدركني سنة ستين، و لا أمرة الصّبيان، و كانت ولاية يزيد فيها» [3]. انتهى.
و قد ذكر بعض الثّقاة فيما وقع بالمدينة من يزيد، فقال: «لما ولّي يزيد بن معاوية الخلافة عصت عليه أهل المدينة لعدم أهليته للخلافة مع وجود الحسين ابن عليّ (رضي اللّه عنهما) فبعث إليهم يزيد جيشا عظيما، و أمّر عليهم مسلم بن عاقبة،
[1] انظر، فتح الباري: 3/ 455 و: 8/ 327، المستدرك على الصّحيحين: 3/ 636، التّمهيد لابن عبد البر: 16/ 143، شرح الزّرقاني: 2/ 397 و: 3/ 159، تهذيب الاسماء: 1/ 237، سبل السّلام:
4/ 54، المحلى: 11/ 96 و 116، نصب الرّاية: 3/ 382، تهذيب التّهذيب: 2/ 185 و 338 و: