نام کتاب : الإتحاف بحب الأشراف نویسنده : الشبراوي، جمال الدين جلد : 1 صفحه : 170
الرّسالة القدسية للغزالي [1] فقال: «و أختلف في كفر يزيد، فقيل: نعم، و قيل: لا، و ذهب قوم إلى التّوقف، و ألجئوا الأمر فيه إلى اللّه تعالى» [2].
و قال الإمام ابن الجوزي: «سألني سائل عن يزيد بن معاوية، فقلت: يكفيه ما به، فقال لي: أ تجوز لعنته، فقلت: قد أجازها العلماء المتورعون، منهم أحمد بن حنبل، فإنّه ذكر في حقّ يزيد ما يزيد على اللّعنة» [3].
ثمّ روى ابن الجوزي عن القاضي أبي يعلى بإسناده إلى صالح بن أحمد بن حنبل، قال: «قلت لأبي إنّ قوما ينسبوني إلى توالي [4] يزيد، فقال: يا بني، و هل يوالي يزيد أحد يؤمن باللّه؟ فقلت، و لم [5] لا تلعنه، فقال: يا بني! و متى رأيتني ألعن شيئا، يا بني! و لم لا تلعن من لعنه اللّه تعالى في كتابه، فقلت: و أين لعن اللّه يزيد في كتابه، فقال: في قوله تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ
- بابن الهمام، الّذي اختصر الرّسالة القدسية للغزالي، ثم زاد عليها و سماها المسايرة في العقائد المنجية في الآخرة.
[1] أبو حامد محمّد الغزالي الطّوسي (450- 505 ه) مولده و وفاته في الطّابران- قصبة طوس بخراسان- رحل إلى نيسابور، ثمّ إلى بغداد فالحجاز فبلاد الشّام فمصر، و عاد إلى بلدته. نسبته إلى صناعة الغزل، أو إلى غزالة من قرى طوس. له كتب كثيرة منها: إحياء علوم الدّين، و الرّسالة القدسية بأدلتها البرهانية في علم الكلام، و هي الرّسالة الّتي كتبها لأهل القدس، راجع: 3/ 154، تهافت الفلاسفة، المنقذ من الضّلال ... انظر ترجمته في كتاب رجال الفكر و الدّعوة في الإسلام: 206، الكويت سنة 1969 م، المنتظم لابن الجوزي: 9/ 169 طبعة دائرة المعارف حيدرآباد.
[2] انظر، الصّواعق المحرقة: 333، و المسامرة في شرح المسايرة: 282.
[3] انظر، رسالته الموسومة ب (الرّد على المتعصب العنيد في المانع من لعن يزيد)، نسخة مصورة من المخطوط في مكتبتي حصلت عليها من كتابخانه مشكاة تحت الرّقم- 852-، ورق: 7- 8-، تذكرة الخواص: 287، الصّواعق المحرقة: 221، ينابيع المودة: 3/ 34.
[4] ما أثبتناه من المخطوط، ورق: 8، و عند الماتن (ينسبون، و موالاة).