كان معاوية و عمّا له في الأقاليم و الأمصار يسبّون الإمام عليا رضي اللّه تعالى عنه، و يلعنونه على المنابر في الجمع و الأعياد، و المجامع و المناسبات، و يأمرون الناس بذلك، و ينكرون على من لم يلعنه و ينل منه، مضافا ذلك منهم إلى محاربته و قتاله السالف قبل ذلك، و قد صحّت الأخبار بما قلناه في دواوين السنّة و كتب التاريخ [2].
فعن سهل بن سعد رضى اللّه عنه قال:
استعمل على المدينة رجل من آل مروان قال: فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم عليا رضي اللّه تعالى عنه، فأبى سهل، فقال له: أمّا إذا أبيت فقل: لعن اللّه أبا تراب، فقال سهل: ما كان لعليّ اسم أحبّ إليه من أبي تراب ... ثم ذكر الحديث و سبب تسميته بذلك [3].
[1]. سنن ابن ماجة 1: 45، مصنّف ابن أبي شيبة 7: 496، البداية و النهاية 7: 376 إلّا أنّه حذف منه عبارة «فنال منه».
[2]. و قد تقدّم من أحاديث من أنّ سبّ علي سبّ لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، و من سبّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله) كافر، قال النووي في المجموع 19: 426: «إنّه كفر و يقتل السابّ بغير استتابة»، و الحطّاب في مواهب الجليل 8: 373: «سبّ النبي ردّة و يقتل صاحبها»، و الكاساني في بدائع الصنائع 7: 179، و ابن حزم في المحلّى 11: 413: «السابّ كافر له حكم المرتدّ»، و في حاشية ردّ المحتار لابن عابدين 4: 417: «أجمع أهل العلم على أنّ من سبّ النبي يقتل، و نقل الإجماع على كفر السابّ».
[3]. السنن الكبرى للبيهقي 2: 446، معرفة علوم الحديث للحاكم: 211، مناقب الخوارزمي: 38، ينابيع المودّة 1: 163.
و أمّا عن سبب تسميته بهذا الاسم (أبو تراب)، فانظر: صحيح البخاري 1: 169 و 3: 1358 و 5: 2291 و 2316، و صحيح مسلم 4: 1874، و السنن الكبرى للبيهقي 2: 446، و الأذكار-
نام کتاب : الأنوار الباهرة بفضائل أهل بيت النبوة و الذرية الطاهرة نویسنده : أبو الفتوح عبد الله التليدي جلد : 1 صفحه : 88