نام کتاب : الأنوار الباهرة بفضائل أهل بيت النبوة و الذرية الطاهرة نویسنده : أبو الفتوح عبد الله التليدي جلد : 1 صفحه : 65
أضمر لهم العداوة و حقد عليهم ... كان ممّن يشملهم عذاب اللّه يوم القيامة بنصّ هذا الحديث إن لم يتب.
و يشهد له حديث: «لو أنّ رجلا صفن بين الركن و المقام، فصلّى و صام، ثم لقي اللّه و هو مبغض لأهل بيت محمد (صلّى اللّه عليه و آله) دخل النار» [1].
بل بغضهم يتنافى مع الإيمان باللّه و برسوله (صلّى اللّه عليه و آله)، و بما جاء به، فقد قال (صلّى اللّه عليه و آله): «و اللّه لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبّهم للّه و لقرابتهم منّي» [2].
فهم و النبي (صلّى اللّه عليه و آله) على السواء في محبّتنا لهم، فمن أبغض أهل البيت فقد أبغض النبي (صلّى اللّه عليه و آله)؛ لأنّه واحد من أهل بيته. فمحبّتهم واجبة، و إكرامهم و احترامهم فرض، و احتقارهم و الإساءة إليهم من أكابر الذنوب، و العفو عنهم و الصفح عمّا فعلوا فضيلة مشكورة ... كلّ ذلك يفعل بهم احتراما لجدّهم و إعظاما له (صلّى اللّه عليه و آله).
قال القاضي عياض في الشفاء: و من توقيره (صلّى اللّه عليه و آله) و برّه برّ آله و ذرّيته، و أمّهات المؤمنين أزواجه (صلّى اللّه عليه و آله)، كما حضّ عليه (صلّى اللّه عليه و آله) و سلكه السلف الصالح رضي اللّه عنهم، إلى آخر ما قال [3].
تنبيه: الوعيد الوارد في حديث الباب وارد في من أبغضهم لذواتهم، أمّا من أبغضهم لعارض معصية، و تجاهر بفسق مثلا، أو لأمور شخصية دنيوية، فهذا خارج
[1]. مستدرك الحاكم 3: 161 و قال: «صحيح على شرط مسلم و لم يخرّجاه»، و وافقه الذهبي، المعجم الكبير 11: 142، سبل الهدى 11: 5 و قد أخرجه بطريقين: الأول عن ابن عباس، و الثاني عن أنس، ينابيع المودّة 2: 376 عن ابن عباس و قال: «صحّحه الحاكم».
و صفن: أي جمع بين قدميه.
[2]. سنن ابن ماجة 1: 50، مسند أحمد 1: 207، سبل الهدى 11: 3، ينابيع المودّة 2: 231 و قال:
«رواه صاحب الفردوس»، تاريخ دمشق 26: 302، كنز العمّال 12: 103 رقم 34193 و 13: 642 رقم 37624.