نام کتاب : الأنوار الباهرة بفضائل أهل بيت النبوة و الذرية الطاهرة نویسنده : أبو الفتوح عبد الله التليدي جلد : 1 صفحه : 50
و ليس المراد بهم علماء غلاة الشيعة الذين يوالون أهل البيت، و يضلّلون الصحابة من المهاجرين و الأنصار و يسبّونهم، و ينالون منهم و ينتقصونهم، و ينتقدون أعمالهم، و يتبّرؤون من أكابرهم؛ كالخلفاء الثلاثة ... [1].
و في قوله (صلّى اللّه عليه و آله): «و لن يفترقا» إشارة إلى أنّه- كما قال الشريف السمهودي (رحمه اللّه)- لابدّ و أن يكون في كلّ زمان من هم أهل للتمسّك بهم و بهديهم مع القرآن الكريم، و أنّهم لا يفترقون عن القرآن حتّى يلقوه (صلّى اللّه عليه و آله)، و أنّ التمسّك بهما أمان من الضلال و الخروج عن الحقّ، جعلنا اللّه تعالى منهم و من شيعتهم الصادقين المعتدلين.
- السمطين للجويني الشافعي 2: 312 و 313).
و قال (صلّى اللّه عليه و آله): «من أحبّ أن يحيا حياتي و يموت مماتي و يسكن جنّة الخلد التي و عدني ربي، فإنّ ربي عز و جل غرس قضبانها بيده، فليتولّ عليا و ذرّيته من بعده، فإنّهم لن يخرجوكم من باب هدى و لن يدخلوكم في باب ضلالة» (كنز العمال 11: 611).
و هذا هو الذي عناه النبي (صلّى اللّه عليه و آله) بقوله: «اثنا عشر خليفة، كلّهم من قريش» (كنز العمال 12: 33).
و قال في عون المعبود (11: 245) نقلا عن قرّة العينين قال: «إنّ الحديث- اثنا عشر خليفة- ناظر إلى مذهب الاثني عشرية الذين أثبتوا اثني عشر إماما».
[1]. و قد تقدّم الكلام عن الغلاة، و أنّ الشيعة الإمامية و أئمتهم أئمة أهل البيت (عليهم السّلام) حاربوا الغلاة، و كفّروهم و أمروا بالبراءة منهم و لعنهم، فراجع.
و أمّا الصحابة، فالإمامية حالهم حال الكثير من أعلام السنّة- كما تقدّم- لا يقولون بعدالة الجميع، و لا يقبلون الصحابة على علّاتهم، و كيف نقول بعدالة أمثال مروان قاتل طلحة، و أبو الغادية قاتل عمار بن ياسر، و سمرة بن جندب الذي كان يبيع الخمر في زمان عمر بن الخطاب (صحيح مسلم 3: 1207)، و هل يرضى أحد من العقلاء أن يقول بعدالة من رمى زوجة النبي (صلّى اللّه عليه و آله) بالإفك العظيم، أو من أراد قتل النبي (صلّى اللّه عليه و آله) عند العقبة، أو من سرق أموال المسلمين؟
قال عمر لأبي هريرة: «يا عدوّ اللّه و عدوّ كتابه، سرقت مال اللّه!» (سير أعلام النبلاء 2: 612).
و القرآن يخبر وَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلى عَذابٍ عَظِيمٍ التوبة: 101.
و قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): «في أصحابي اثنا عشر منافقا، فيهم ثمانية لا يدخلون الجنّة» (صحيح مسلم 4: 2143)، و أيّ منصف عادل يرضى بتوثيق القتلة و السرّاق و المنافقين و أهل الإفك؟
نام کتاب : الأنوار الباهرة بفضائل أهل بيت النبوة و الذرية الطاهرة نویسنده : أبو الفتوح عبد الله التليدي جلد : 1 صفحه : 50