responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الباهرة بفضائل أهل بيت النبوة و الذرية الطاهرة نویسنده : أبو الفتوح عبد الله التليدي    جلد : 1  صفحه : 173

و يقول: «إنّ ابني هذا سيّد، و لعلّ اللّه أن يصلح به بين فئتين من المسلمين» [1].

و قد حقّق اللّه عزّ و جلّ هذه المعجزة بالحسن رضي اللّه تعالى عنه، فقد تنازل عن الخلافة، و تركها لمعاوية [2]، لا لذلّة، و لا من قلّة، بل زهدا في الملك و الحياة، و رغبة فيما عند اللّه عزّ و جلّ، و حقنا لدماء المسلمين الذين كانوا على استعداد لنشب حرب أخرى جديدة.

و بهذا الصلح الذي صدر منه رضي اللّه تعالى عنه انقضت مشكلة الخلاف، و أمن الناس، و سمّوا ذلك العام عام الجماعة [3]، و قد عتب كثير من شيعة الحسن (عليه السّلام) عليه‌


[1]. صحيح البخاري 2: 962، مسند أحمد 5: 38، السنن الكبرى للبيهقي 6: 265، مسند الطيالسي:

118، فضائل الصحابة لأحمد: 20، الأذكار النوويّة: 362، المعجم الكبير للطبراني 3: 34، السنن الكبرى للنسائي 6: 71.

لكن لدينا ملاحظة حول ذيل الحديث، فإنّه لا ينسجم مع قوله (صلّى اللّه عليه و آله): «عمار تقتله الفئة الباغية»، و قد بان بعد قتل عمار ضلالهم بالقطع و اليقين، و لا ينسجم أيضا مع أمر النبي (صلّى اللّه عليه و آله) لعلي بقتال الناكثين و القاسطين و المارقين.

نعم، يمكن أن يقال: إنّ إطلاق لفظ الإسلام عليهم إطلاق مجازي، كما هو الحال في قول النبي (صلّى اللّه عليه و آله): «ستفترق أمّتي على ثلاث و سبعين فرقة، واحدة في الجنة و البقية في النار»، فقد أطلق على الجميع لفظ أمّتي، مع أنّ أكثرها في النار، و مثله قول القائل: بعض المسلمين في النار، فإنّه من الإطلاق المجازي، و إلّا لزم التنافي و التناقض في قول النبي (صلّى اللّه عليه و آله)، فلو كانوا مسلمين حقيقة فكيف يأمر النبي (صلّى اللّه عليه و آله) بقتالهم؟! أفهل يأمر النبي (صلّى اللّه عليه و آله) بقتال المسلم؟! حاشاه أو أن نقول: إنّ ذيل الحديث و هو: «و لعلّ اللّه ... إلى آخره» مختلق ملصق بالحديث.

[2]. لم يصالح الإمام الحسن معاوية إلّا على شروط، و لكن معاوية لم يف بها و قال في خطبته في النخيلة: «ألا إنّ كلّ شي‌ء أعطيته الحسن بن علي تحت قدميّ هاتين لا أفي به» مقاتل الطالبيّين:

45، شرح النهج 16: 46 و قال: «قال أبو إسحاق: و كان و اللّه غدرا».

(3). تسمية هذا العام بعام الجماعة تسمية أمويّة، و الحقّ أنّه عام المحنة، ففي هذا العام كتب معاوية للآفاق «أن برئت الذمّة ممّن روى شيئا من فضائل أبي تراب و أهل بيته» و جعل في هذا العام-

نام کتاب : الأنوار الباهرة بفضائل أهل بيت النبوة و الذرية الطاهرة نویسنده : أبو الفتوح عبد الله التليدي    جلد : 1  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست