responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأصول في علم الأصول نویسنده : الإيرواني، الشيخ علي    جلد : 1  صفحه : 37

في مورد الانقضاء عينا هي تلك الذات التي كانت متلبّسة بالمبدإ و حملها عليه حمل على وجه الحقيقة، و إن كان التلبّس منقضيا، فمن قال: إنّ المشتقّ حقيقة في الأعمّ نظر إلى هذا القسم من الحمل، و من قال: إنّه حقيقة في خصوص المتلبّس نظر إلى القسم الآخر من الحمل الذي هو ظاهر القضيّة» [1]. انتهى.

و ليت شعري، كيف يعقل النزاع في مقام الحمل مع الاتّفاق على المفهوم؟! فإنّ الحمل ليس إلّا الحكم باتّحاد هذا المفهوم المبيّن مع الموضوع. بل كلّ نزاع فرض في الحمل فلا بدّ أن يكون ذلك ناشئا من النزاع في المفهوم، و من جهة عدم تميّز المفهوم، و إلّا فبعد تميّز المفهوم لا يبقى للنزاع في تطبيقه على الجزئيّات سبيل.

و ظنّي أنّ المتوهّم خلط بين عبارة الحملين اللذين أشار إليهما، و حسب أنّ التعبير عنهما يقع بعبارة واحدة، مع أنّه إن أريد إفادة اتّحاد الذات مع الذات عبّر بعبارة «زيد الضارب» معرّفا، و مشيرا باللام إلى الذات، تنبيها على أنّ المحمول هو الذات و المبدأ قيده؛ و إن أريد إفادة اتّحاد المبدأ مع الذات عبّر بعبارة «زيد ضارب» منكّرا؛ و في هذه العبارة الذات مندكّة في جانب المحمول بعد وقوع التصريح به في جانب الموضوع؛ مع أنّه لو صحّ ما ذكره لزم عموم البحث لمن لم يتلبّس أيضا؛ لعدم الفرق بين من انقضى عنه المبدأ، و بين من لم يتلبّس فيما ذكره؛ لأنّ الذات التي ستتلبّس أيضا هي عين الذات الفعلي.

و خلاصة الكلام و فذلكة المقام هو: أنّ المشتقّ لا يزيد على مبدئه إلّا بذات و نسبة بلا اعتبار التحصّل الخارجي، فما المشتقّ إلّا كسائر الألفاظ، و قد عرفت أنّ الألفاظ لم توضع إلّا بإزاء ذوات المعاني، لا بإزاء المعاني بقيد الوجود الخارجي أو بقيد الوجود الذهني فالنسبة الكائنة في مفهوم المشتقّ نسبة تقرّريّة لا نسبة خارجيّة لكي تستدعي مبدأ خارجيّا.


[1]. القائل هو الشيخ هادي الطهراني في المجلّد الأوّل من كتابه محجّة العلماء. و لكنّنا لم نظفر به.

و هو الشيخ هادي بن محمّد أمين الطهراني، فقيه إمامي. ولد في طهران و هاجر إلى أصفهان في طلب العلم ثمّ إلى النجف الأشرف و تلمّذ على فاضل الإيرواني و الميرزا الشيرازي و الشيخ الأنصاري ثمّ استقلّ بالتدريس و الإفتاء توفّي في سنة 1321 ه في النجف الأشرف و دفن هناك. له مؤلّفات منها: محجّة العلماء، الإتقان، تفسير آية النور (أعيان الشيعة 10: 233).

نام کتاب : الأصول في علم الأصول نویسنده : الإيرواني، الشيخ علي    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست