نام کتاب : الأصول في علم الأصول نویسنده : الإيرواني، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 176
ممّن شأنهم تقطيع الأخبار كالحرّ العاملي [1](قدّس سرّه)، إلّا أن يثبت من عاداتهم التنبيه على موضع القطع.
الخطابات الشفاهيّة
اختلفوا في عموم الخطابات الشفاهيّة القرآنيّة للمعدومين و عدمه، و يمكن أن يكون نظر المباحثين إلى أحد أمور ثلاث:
الأوّل: أنّه هل يجوز تكليف المعدوم حتّى تشمل تلك الخطابات للمعدومين، أو لا يجوز حتّى لا يشمل لما في تلو تلك الخطابات من التكليف؟
الثاني: أنّه هل يجوز خطاب المعدوم عقلا كي تعمّ تلك الخطابات المعدومين، أو لا يجوز كي لا تعمّ؟
الثالث: أنّ الظهورين المشتملين عليهما تلك الخطابات أعني ظهور ألفاظ العموم في يا أيّها المؤمنون، و يا أَيُّهَا النَّاسُ في العموم و الشمول للمعدومين، أو ظهور أداة الخطاب في الخطاب الحقيقي [2]؟ فإن كان الأوّل كانت الخطابات عامّة، و حملت الأداة على مجرّد إنشاء الخطاب الأعمّ من الحقيقي و الصوري. و إن كان الثاني كانت الخطابات خاصّة، و خصّصت العمومات الواقعة تلو الأداة بقرينة الأداة.
و الحقّ في المقامين الأوّلين هو الجواز و عدم المانع من عموم الخطاب من جهتهما؛ فإنّ تكليف المعدوم و كذا مخاطبة المعدوم جائز.
و أمّا في المقام الثالث فالمختار أنّ ظهور أداة الخطاب في الخطاب الحقيقي أقوى من ظهور ألفاظ العموم الواقعة تلو تلك الأداة في العموم و الشمول للمعدومين، فلا ينعقد لها
[1]. اسمه «محمّد بن حسن بن علي المشغري، العاملي» اشتهر ب «الشيخ الحرّ العاملي» إمامي، فقيه، محدّث، متكلّم، شاعر. ولد في «مشغرة» من قرى لبنان و توفّي في المشهد الرضوي و دفن في صحن الرضا (عليه السلام) تلمّذ على أبيه و غيره، سافر إلى أصفهان و كان ذا وجاهة و جلالة عند ملا محمّد باقر مجلسي و شاه سليمان الصفوي. قد ألّف كتبا كثيرة منها: وسائل الشيعة إلى تفصيل احكام الشريعة، الأربعون حديثا، أمل الامل، هداية الأمة. (الأعلام 6: 321؛ أعيان الشيعة 9: 167؛ أمل الامل 1: 141- 142؛ روضات الجنات 7: 96).
[2]. أراد (قدّس سرّه) السؤال عن تقديم أيّ الظهورين و أورد نتيجة تقديم كلّ من الظهورين في الجملة الآتية.
نام کتاب : الأصول في علم الأصول نویسنده : الإيرواني، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 176