و قويت بعد ضعف، و سعدت بعد شقاء، و عزت بعد ذل. فعظم قدرها و علا شأنها، و أحكم أمرها، فغيرت وجه التاريخ، و فكت الحصر الذي ضربته دولة الفرس و دولة الروم. و فتحت بلاد الأعداء الذين كانوا يكيدون لها و يعملون على مضايقتها. و لا زالت الدولة الإسلامية تنتقل من فتح إلى فتح و من نصر إلى نصر، و عاشت قوية عزيزة، تقدرها الأمم، و يرهبها الأعداء و لما انحرفت عن العمل بالدين، و اتباع هدى سيد المرسلين، اعتراها الضعف و الوهن، فلانت قناتها. و ذهبت هيبتها.
و قد توفي (رحمه اللّه) عصر يوم الاثنين 25 جمادي الأولى 1380 ه 14 نوفمبر 1960 و شيعت جنازته في اليوم التالي إلى مقبرة سيدي جلال في 15 نوفمبر 1960.
و كتب عباس محمود العقاد في يومياته في الأخبار (عدد 23/ 11/ 1960) يقول:
كان صاحب الفضيلة الشيخ إبراهيم حمروش بقية صالحة من بقايا المدرسة الإمامية التي استفادت من قدوة أستاذها الشيخ محمد عبده في العناية بعلوم اللغة و الأدب و الحكمة إلى جانب العناية بعلوم الفقه و الشريعة.
كان الأستاذ الإمام يعني بالأدب و اللغة فيدرس نهج البلاغة و مقامات البديع و يعني بالفلسفة الإسلامية فيكتب رسالة التوحيد و يعلق على «العقائد العضدية» و يهدي طلا به إلى أسرار حكمة الغزالي في مطولاته و مختصراته، و يعني بالفقه و الشريعة فيلقي دروسه في تفسير القرآن الكريم و يكتب تقريراته الوافية في إصلاح المحاكم الشرعية.
و بهذه القدوة العالية كان تلاميذه الأوائل يقتدون و يهتدون و منهم فقيد اللغة و الفقه الأستاذ حمروش شيخ الأزهر الأسبق و عضو مجمع اللغة العربية، الذي فقده العالم العربي و العالم الاسلامي، منذ أيام.
كان عجبا في سرعة الشاهد من الشعر و النثر على خاطره و على