responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأزهر في ألف عام نویسنده : الخفاجي، محمد عبد المنعم    جلد : 1  صفحه : 313

خروجه (صلى اللّه عليه و سلّم) للفتك به، فإذا بعلي يخرج إليهم، فعلموا أنهم باتوا يحرسون عليا. و لما علمت قريش بذلك ثارت ثائرتهم و أخذوا يقتصون الأثر، و جعلوا لمن يأتي به حيا مائة من الابل، و هاجر (صلى اللّه عليه و سلّم) بإذن اللّه و في رعايته و حفظه إلى أن بلغ المدينة، و لما استقر بالمدينة أخذ ينشر دعوته و يبلغ رسالته إلى أن بلغ كل ما امر بتبليغه، و بذلك تمت الشريعة، و كمل النظام الذي وضعه العليم الحكيم.

و الشريعة التي بلغها سمو بالعقول عن التقليد، و اتباع القول بلا دليل، و أمر بالنظر فيما بث اللّه في الآفاق من آيات. و نصب في الكون من دلائل تدفعها إلى الاذعان بوجود اللّه، و بما له من صفات الكمال: من القدرة التامة و العلم المحيط و التفرد بالسلطان فيما عداه، يمضي فيه حكمه و ينفذ قضاؤه، و عبادة و خضوع و تقرب و خشوع. شكرا لمن خلقهم، و أسبغ عليهم النعم الظاهرة و الباطنة، و تهذيب نفوس، و تطهير قلوب، و بعد عن الآثام و الذنوب، و تنزه عن الصغائر، و صدق في القول، و إخلاص في العمل، و أمر بالمعروف، و نهي عن المنكر، و شجاعة و نجدة، و إعداد عدة لارهاب الأعداء، و مساواة فكلهم عند اللّه سواء، لا فرق بين عظيم و حقير و غني و فقير، لا فضل لأحد على أحد إلا بتقوى اللّه و التقرب منه، و مساعدة الضعفاء و المحتاجين، و تعاون و تناصر، و تواد و تراحم و تعاطف و طاعة اللّه و رسوله و أولي الأمر من المسلمين. إلى غير ذلك مما أمرت به الشريعة. و حثت عليه. و رغبت فيه. و قد اعد اللّه تعالى للذين يعملون الصالحات سعادة الدنيا و الآخرة، قال تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ. وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى‌ لَهُمْ. وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً و قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا. و قد عملت الأمة بتلك الشريعة، فآتت اعمالها الصالحة أكلها، و أثمرت ثمرتها في بناء الأمة على أسس متينة، و أخلاق عظيمة، و ربطت بينها برباط التعاون و المساواة و الألفة و المحبة، و الدين و الخلق، فاتحدت بعد تفرق،

نام کتاب : الأزهر في ألف عام نویسنده : الخفاجي، محمد عبد المنعم    جلد : 1  صفحه : 313
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست