responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأزهر في ألف عام نویسنده : الخفاجي، محمد عبد المنعم    جلد : 1  صفحه : 161

الديني، فخرج الرجال و الشبان و لم يبق سوى الضعفاء و الأطفال و النساء، و جاد كل منهم بما يملك من دراهم، و ابتاعوا السلاح و الذخيرة و الخيام.

و هبط مكرم من القلعة إلى ساحل بولاق يحمل علما يسميه العامة «البيرق النبوي»، و الناس حوله ألوف مؤلفة، و في أيديهم السلاح الساذج من سيوف و مدى و هراوات، و معهم الطبول و الزمور، و وقفوا على غير نظام يشدون أزر جيش المماليك الذي كان يقاتل على الضفة الأخرى للنيل.

كان مكرم يحسب أن الأمراء المماليك من طراز بيبرس و قلاوون و الناصر الذين صدوا جحافل التتار و الصليبيين، و لكن موقعة النيل بددت أحلامه، فقد هزموا في ساعات معدودات، مما جعله يؤمن بأن مماليك أيامه لا يحاكون في شي‌ء المماليك الأول، فهم جبناء، عتاة، ظالمون.

و على الرغم من ان مكرم لا دراية له بفنون الحرب و لا أساليب القتال، إلا أنه شهد بعينيه فرار قوات المماليك، و زحف القوات المغيرة على القاهرة، و احتلال أطرافها، و أبت عليه كرامته أن يقبل هذا الهوان، فخرج الى الشام و أقام في جنوبها يرقب الأحداث التي تجري في وطنه عن كثب، فلما كان نابليون بونابرت في يافا حرص على أكرام من وجدهم من المصريين هناك .. و أكبر في عمر مكرم عاطفته المشبوبة و رأسه المرفوع، و كرامته التي يذود عنها، فيسر له سبيل العودة إلى وطنه.

و كانت القاهرة في غضون الفترة التي عاد فيها مكرم تغلى كالمرجل، و الثورة على الأبواب. كانت في حالة ثورة نفسية كامنة، و كان تحرير الوطن من نير الأجنبي قبلة الجميع، فلما شرع الزعيم يدعو أفراد الشعب إلى الخروج و الجهاد و لقاء الغاصب المحتل، أقبل الناس على تلبية دعوته، فأقاموا المتاريس و حفروا الخنادق و تحصنوا في الجوامع، و انشأوا معملا للبارود، و جاءوا بالصناع و العمال، و احتالوا في صنع آلات القتال من بنادق و ذخائر، و أشرف مكرم على جمع التبرعات لتمويل الحركة، و أخيرا بدأ النضال عنيفا سافرا بين المحاصرين و المدافعين، و شهد الفرنسيون ببسالة المصريين و اقتحامهم المخاطر و الأهوال، و لكن المقاومة انتهت بتغلب‌

نام کتاب : الأزهر في ألف عام نویسنده : الخفاجي، محمد عبد المنعم    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست