ثمّ إنّ الحجّة، عبارة عمّا يصحّ الاحتجاج بها عند العقلاء، فى مقام الجواب.
فاذا قال القائل، لما ذا اتّخذت هذا الرأى من هذا، و لم تتّخذ ذلك الرأى من آخر؟
فالجواب المقنع من المجيب للسّائل فى كلا السؤالين، بقوله كذا و كذا، فيسمّى هذا الجواب بالحجّة له.
تنقسم الحجّة الى العقليّة و الشرعيّة:
و هذه الحجّة تنقسم الى عقليّة و شرعيّة.
فالحجّة العقلية، هى الّتى يصحّ التعويل عليها عقلا عن كلّ سؤال سائل بقوله لما ذا؟
فهى الحجّة العامّة فى جواب السائل.
و الحجّة الشرعيّة، هى الّتى يصحّ الاحتجاج بها شرعا فى الأمور الشرعيّة، و يصحّ التعويل عليها فى العمل بالأحكام الشرعيّة، فهى حجّة شرعيّة.
و هذه الحجّة الشرعيّة، حجّة خاصّة، لأنّ كلّ حجّة شرعيّة فلا بدّ ان يكون حجّة عقليّة ايضا، لانّ ما حكم به الشرع حكم به العقل. و الحاكم بصحّة الحجّة هو العقل فى الصّورتين.