لا ريب فى انّ الأصل عدم الولاية و السلطنة و عدم نفوذ حكم احد على احد، الّا اللّه تعالى، لكونه تعالى ربّ النّاس و مالكهم و خالقهم، و انّ له الخلق و الأمر كلّه، و السلطنة و التصرّف فى ملكه باىّ نحو شاء بالاستحقاق الذاتى. و سلطنة الغير و نفوذ حكمه و قضائه تحتاج الى جعل من اللّه تعالى شأنه العزيز.
و قد جعل اللّه سبحانه و تعالى ذلك الولاية للنّبى الاعظم محمّد (صلّى اللّه عليه و آله) بالنّص القرآنى.
قال اللّه تعالى: النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ.[1]
و قال اللّه تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ، فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَ الرَّسُولِ.[2]
و النّبى (صلّى اللّه عليه و آله) قام بهذا الأمر، و كان بيده امر الولاية و السياسة و الحكومة و القضاء و الجهاد و تدبير الأمور للمسلمين و ادارتها بجميع شئونها و اطرافها.
ثمّ انّه (صلّى اللّه عليه و آله) قد نصب و عرّف علىّ بن أبي طالب و الائمّة من ولده واحدا بعد واحد،