responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاجتهاد و التقليد (التعليقة على معالم الأصول) نویسنده : الموسوي القزويني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 436

..........


إذ لم يقل أحد إنّها أوّل ما نزلت عليه.

و فيهما [1] أنّه ليس طلبا لتحصيل للعلم بل إثبات للعلم و إيجاد له من قبيل قول المعلّم:

«اعلم كذا».

مدفوعة بأنّ الخطاب في الآية الاولى و إن كان في ظاهره متوجّها إلى النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) إلّا أنّ الظاهر كونه من باب «إيّاك أعني و اسمعي يا جاره» فهو أمر لغيره بتحصيل العلم و لا يكون إلّا بالنظر.

و لو سلّم اختصاص الخطاب بنفسه الشريفة فيستفاد منه وجوب تحصيل العلم أيضا على من لم يسبقه حصوله، إمّا لأنّ وجوب التثبّت على العلم على من سبقه يستلزم- و لو باللزوم العرفي- وجوب تحصيله على من لم يسبقه، أو لأنّ التثبّت على العلم عبارة عن إبقاء العلم و الاستمرار عليه و لا يتأتّى ذلك إلّا باستحضار الدليل الموجب له، و مرجع الأمر بالتثبّت إلى إيجاب إعمال النظر في ذلك الدليل في كلّ آن يحتاج العلم في بقائه إليه، و هذا يرجع إلى ابتداء النظر لتحصيل العلم في ذلك الآن لأنّه لولاه لكان الشكّ و التزلزل، فلولا النظر المؤدّي إلى العلم واجبا لم يكن التثبّت عليه واجبا.

و قول المعلّم و نظائره: «اعلم» إيجاد للعلم التصوّري، و المقصود إثبات العلم التصديقي الّذي لا يتأتّى غالبا بمجرّد قول المعلّم بل يحتاج إلى ذكر دليل و لذا صحّ للمتعلّم مطالبة الدليل، و كان الغالب في المعلّمين التنبيه على دليل، و لو صدر قول: «اعلم» من اللّه سبحانه أو أحد من المعصومين أو العلماء الموثوق بهم في المعارف و كفى بمجرّده في حصول العلم كان ذلك علما حاصلا من الدليل الحاضر في الذهن المؤلّف من المقدّمتين الملتفت إليهما إجمالا.

و يدلّ على اعتبار العلم أيضا من الكتاب قوله تعالى: إِلّٰا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ و قوله: كَذٰلِكَ يَطْبَعُ اللّٰهُ عَلىٰ قُلُوبِ الَّذِينَ لٰا يَعْلَمُونَ و قوله: وَ لٰا تَتَّبِعْ أَهْوٰاءَ الَّذِينَ لٰا يَعْلَمُونَ و قوله تعالى: وَ مٰا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلّٰا لِيَعْبُدُونِ أي ليعرفون، كما نصّ عليه المفسّرون و نطقت به الروايات الّتي منها المرويّ عن العلل عن الصادق (عليه السلام) قال: خرج الحسين بن عليّ (عليهما السلام) على أصحابه، فقال: «أيّها الناس إنّ اللّه ما خلق العباد إلّا ليعرفوه، فإذا عرفوه عبدوه، و إذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه» فقال له رجل: يا بن رسول اللّه بأبي أنت


[1] عطف على قوله: «و المناقشة في الاولى» أي: و المناقشة فيهما.

نام کتاب : الاجتهاد و التقليد (التعليقة على معالم الأصول) نویسنده : الموسوي القزويني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 436
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست