قال الصادق (عليه السلام) : فذلك الشيء هو الله القادر على الإنجاء حيث لا منجي، وعلى الإغاثة حيث لا مغيث" [1].
صدق النبي في دعوى النبوة دالّ على التوحيد
أضف إلى ذلك أن التوحيد قد تبناه بإصرار دين الإسلام العظيم الذي جاء به نبينا الأمين (صلى الله عليه وآله وسلم)، فكلما دلّ على صدق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في نبوته وفيما بلّغ به ـ مما يأتي في محله إن شاء الله تعالى ـ يدلّ على التوحيد، لأنه أساس دين الإسلام، وأول أمر ادعاه (صلى الله عليه وآله وسلم) ودعا الناس إلى الإقرار به، وعليه أكد القرآن المجيد الذي هو معجزته الخالدة. كما لا يخفى.
بل هو مما تبنته الأديان السماوية جميع، وحتى بعض الأديان الأخرى.
وأما ما اعتنقته بعض الطوائف المسيحية من التثليث، فمن البعيد جداً رجوعه إلى تعدد الخالق المدبر للكون. بل الظاهر رجوعه إلى أن الخالق الواحد قد اتحد مع الأقانيم، فاستحق الكل العبادة. وإن كان تحديد مرادهم في غاية الإشكال. على أن الظاهر أن عقيدة التثليث طارئة على المسيحية [2]، والأمر ليس بمهم بعد ما سبق.
ومع كل ذلك فيحسن بنا الاستدلال على التوحيد تأكيداً للحجة،