responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اثبات الوصية نویسنده : المسعودي، علي بن الحسين    جلد : 1  صفحه : 243

و حدّثنا جماعة كلّ واحد منهم يحكي انّه دخل الدار و قد اجتمع فيها جملة بني هاشم من الطالبيين و العباسيين و اجتمع خلق من الشيعة و لم يكن ظهر عندهم أمر أبي محمّد (عليه السّلام) و لا عرف خبره إلّا الثقات الذين نصّ أبو الحسن عندهم عليه فحكوا انّهم كانوا في مصيبة و حيرة. فهم في ذلك إذ خرج من الدار الداخلة خادم فصاح بخادم آخر:

يا رياش خذ هذه الرقعة و امض بها الى دار أمير المؤمنين و اعطها الى فلان و قل له: هذه رقعة الحسن بن علي.

فاستشرف الناس لذلك ثم فتح من صدر الرواق باب و خرج خادم أسود ثم خرج بعده أبو محمد (عليه السّلام) حاسرا مكشوف الرأس مشقوق الثياب و عليه مبطنة بيضاء و كان وجهه وجه أبيه (عليه السّلام) لا يخطئ منه شيئا و كان في الدار أولاد المتوكل و بعضهم ولاة العهود فلم يبق أحد إلّا قام على رجله. و وثب إليه أبو محمد الموفق فقصده أبو محمد (عليه السّلام) فعانقه ثم قال له: مرحبا بابن العم.

و جلس بين بابي الرواق و الناس كلّهم بين يديه و كانت الدار كالسوق بالأحاديث.

فلما خرج و جلس أمسك الناس، فما كنّا نسمع شيئا إلّا العطسة و السعلة و خرجت جارية تندب أبا الحسن (عليه السّلام) فقال أبو محمد ما هاهنا من يكفي مئونة من هذه الجاهلة.

فبادر الشيعة إليها فدخلت الدار ثم خرج خادم فوقف بحذاء أبي محمد (عليه السّلام) فنهض (صلّى اللّه عليه) و أخرجت الجنازة و خرج يمشي حتى اخرج بها الى الشارع الذي بازاء دار موسى بن بقا.

و قد كان أبو محمّد (صلّى اللّه عليه) قبل أن يخرج الى الناس و صلّى عليه لمّا اخرج المعتمد ثم دفن في دار من دوره. و اشتد الحر على أبي محمّد (عليه السّلام) و ضغطه الناس في طريقه و منصرفه من الشارع بعد الصلاة عليه، فصار في طريقه الى دكان بقال رآه مرشوشا فسلّم و استأذنه في الجلوس فاذن له و جلس، و وقف الناس حوله. فبينا نحن كذلك إذ أتاه شاب حسن الوجه نظيف الكسوة على بغلة شهباء على سرج ببرذون أبيض قد نزل عنه فسأله ان يركبه، فركب حتى أتى الدار و نزل و خرج في تلك العشية الى الناس ما كان يحزم عن أبي الحسن (عليه السّلام) حتى لم يفقدوا منه إلّا الشخص.

نام کتاب : اثبات الوصية نویسنده : المسعودي، علي بن الحسين    جلد : 1  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست