responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي، أبو زكريا    جلد : 1  صفحه : 324


قلت : إنما قال أسامة ذلك ، لأنه ظن أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) نسي صلاة المغرب ، وكان قد دخل وقتها قرب خروجه [1] .
985 - وروينا في " صحيحيهما " قول سعد بن أبي وقاص : " يا رسول الله ، ما لك عن فلان [2] والله إني لأراه مؤمنا " .
986 - وفي " صحيح مسلم " عن بريدة " أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) صلى الصلوات يوم الفتح بوضوء واحد ، فقال عمر رضي الله عنه : لقد صنعت اليوم شيئا لم تكن تصنعه ، فقال :
عمدا صنعته يا عمر " ونظائر هذا كثيرة في الصحيح مشهورة .
( باب الحث على المشاورة ) قال الله تعالى : ( وشاورهم في الأمر ) [ آل عمران : 159 ] والأحاديث الصحيحة في ذلك كثيرة مشهورة ، وتغني هذه الآية الكريمة عن كل شئ ، فإنه إذا أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه نصا جليا نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) بالمشاورة مع أنه أكمل الخلق ، فما الظن بغيره ؟ .
واعلم أنه يستحب لمن هم بأمر أن يشاور فيه من يثق بدينه وخبرته وحذقه ونصيحته وورعه وشفقته . ويستحب أن يشاور جماعة بالصفة المذكورة ويستكثر منهم ، ويعرفهم مقصوده من ذلك الأمر ، ويبين لهم ما فيه من مصلحة ومفسدة إن علم شيئا من ذلك ، ويتأكد الأمر بالمشاورة في حق ولاة الأمور العامة ، كالسلطان ، والقاضي ، ونحوهما ، والأحاديث الصحيحة في مشاورة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أصحابه ورجوعه إلى أقوالهم كثيرة مشهورة ، ثم فائدة المشاورة القول من المستشار إذا كان بالصفة المذكورة ، ولم تظهر المفسدة فيما أشار به ، وعلى المستشار بذل الوسع في النصيحة وإعمال الفكر في ذلك .
987 - فقد روينا في " صحيح مسلم " عن تميم الداري رضي الله عنه عن



[1] أي خروج وقت المغرب عند نزوله بذلك الشعب ، فذكر بها لذلك ، فبين له النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أن التأخير لجمع التأخير .
[2] أي : ما سبب عدولك عنه ؟ . ( 3 ) في ذلك دليل على المشاورة وتحرير الرأي وتنقيحه والفكر فيه ، وأن ذلك مطلوب شرعا ، وأمر الله تعالى نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) بمشاورتهم تطييبا لخواطرهم وتنبيها على رضاه ( صلى الله عليه وسلم ) حيث جعلهم أهلا للمشاورة إيذانا بأنهم أهل المحبة الصادقة والمناصحة ، إذ لا يستشير الانسان إلا من كان فيه المودة والعقل والتجربة .

نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي، أبو زكريا    جلد : 1  صفحه : 324
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست