responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 84


اللطيفة وجذب لها الى هذه العبادة بذكر التشبيه بالأنبياء والملائكة .
واعلم انّ الطواف المطلوب هو طواف القلب بحضرة الربوبية ، وانّ البيت مثال ظاهر في عالم الشهادة لتلك الحضرة التي هى عالم الغيب ، كما انّ الانسان الظاهر في هذا العالم مثال للانسان الباطن الَّذى لا يشاهد بالبصر وهو في عالم الغيب ، وانّ عالم الشهادة مرقاة ومدرج الى عالم الغيب لمن فتح له باب الرحمة ، والى هذه الموازنة وقعت الاشارة النبوية ، فانّ البيت المعمور في السماء بازاء الكعبة وانّ طواف الملائكة به كطواف الانس بهذا البيت ، ولك ان تسمىّ ذلك البيت والحضرة المقدّسة بالعرش ولما قصرت مرتبة اكثر الخلق عن مثل ذلك الطواف امروا بالتشبّه بهم بحسب الامكان ، ووعدوا بانّ من تشبّه بقوم فهو منهم ، وكثيرا ما يزداد ذلك التشبّه الى ان يصير المتشبّه في قوّة المشبّه به ، والذى يبلغ تلك المرتبة فهو الَّذى يقال انّ الكعبة تزوره وتطوف به على ما رواه بعض المكاشفين لبعض اولياء اللَّه .
وقوله : يحرزون ، الى قوله : مغفرته . . . استعارة لفظ المتجر للحركات في العبادة ، ولفظ الارباح لثمرتها في الآخرة من كرامة اللَّه .
ولمّا كان الاسلام والحق هو الطريق الى اللَّه تعالى استعار لفظ العلم للحجّ بالنسبة اليه ، لانّ به يكون سلوك طريق اللَّه ، القبلة في الاسلام كالعلم للطريق ، والوفادة القدوم للاسترفاد ، ولفظه مستعار للحجّ لانّه قدوم الى بيت اللَّه طلبا لفضله وثوابه ، والآية لبيان سبب وجوبه وهى خبر في معنى الامر ، وباللَّه التوفيق .
2 - ومن خطبة له عليه السلام بعد انصرافه من صفين أحمده استتماما لنعمته ، واستسلاما لعزّته ، واستعصاما من معصيته وأستعينه فاقة إلى كفايته ، إنّه لا يضلّ من هداه ، ولايئل من عاداه ولا يفتقر من كفاه ، فإنّه أرجح ما وزن ، وأفضل ما خزن . وأشهد أن لا إله إلَّا اللَّه وحده لا شريك له ، شهادة ممتحنا إخلاصها ، معتقدا مصاصها نتمسّك بها أبدا ما أبقانا ، وندّخرها لأهاويل ما يلقانا ، فإنّها عزيمة الايمان ، وفاتحة الإحسان ، و

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست