نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 1 صفحه : 534
وشبّه نفسه من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله بالصنو من الصنو ، وهما : النخلتان يجمعهما اصل واحد ، وهو وجه الشبه . وكذلك تشبيهه منه بالذراع من العضد ووجه الشبه كونه ذرعا [1] عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله فى المعاونة والمعاضدة كالذراع . وتظاهرت : تعاونت . وقوله : لسارعت اليها اى : حين القتال لكفرهم وعداوتهم للحق ، وقبح العفو عنهم حينئذ . واشار بالشخص المعكوس والجسم المنكوس : الى معاوية ، وجعله مجرّد جسم كأنه خال عن النفس الانسانية ، لا تباعه الكمالات الجسمانية دون العقليّة . وكونه منكوسا ومعكوسا : باعتبار التفاته عن الامور العالية وانتكاسه عن تلقى الكمالات الروحانية ، وانعكاس وجه عقله عن القبلة الحقيقية الى تحصيل الدنيا والعناية بها . واستعار لفظ المدرّة : له وحبّ الحصيد للمؤمنين ، ووجه المشابهة : أنه يخلص المؤمنين من وجوده بينهم ، لئلا يفسد عقائدهم ويستغويهم كما يفعله اهل البيادر من تصفية غلَّاتهم من المدر وغيره . واستعار لفظ المداحض وهى المزالق لطرق تحصيلها التي هى مظنّة الزلق ، والوقوع فى الرذائل المهلكة . ولفظ المضامين للموتى : ملاحظة لشبههم فى اللحود بالأجنة فى بطون امّهاتهم . وازورّ أخذ جانبا . واعزبى : ابعدى . وهش الى كذا : انطلق وجهه بشرا به . والهشاشة : طلاقة الوجه . وسلس بالفتح : يسلس بالكسر ، سهل قياده . والمعين : الماء الجارى . والربيضة : الجماعة الرابضة من الغنم . وقوله : وعركت بجنبها بؤسها : كناية عن الصبر على الشدائد ، يقال : عرك فلان بجنبه الاذى : اذا اغضى عمن يؤذيه وصبر عليه . واستعار وصف التقشّع : لزوال الذنوب عن لوح النفس ملاحظة لشبهه بالسحاب المنجاب عن وجه السماء . وباللَّه التوفيق . 46 - ومن كتاب له عليه السّلام إلى بعض عماله أمّا بعد ، فإنّك ممّن أستظهر به على إقامة الدّين ، وأقمع به نخوة الأثيم وأسدّ به لهاة الثّغر المخوف . فاستعن باللَّه على ما أهمّك ، واخلط الشّدّة بضغث من اللَّين ، وارفق