responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 494


وضعفاء ذوى فاقة ، وإنّا موفّوك حقّك فوفّهم حقوقهم وإلَّا تفعل فإنّك من أكثر النّاس خصوما يوم القيامة ، وبؤسا لمن خصمه عند اللَّه الفقراء ، والمساكين ، والسّائلون ، والمدفوعون ، والغارم ، وابن السّبيل ومن استهان بالأمانة ، ورتع فى الخيانة ، ولم ينزّه نفسه ودينه عنها ، فقد أحلّ بنفسه فى الدّنيا الذّلّ والخزى ، وهو فى الآخرة أذلّ وأخزى ، وإنّ أعظم الخيانة خيانة الأمّة ، وأفظع الغشّ غشّ الأئمّة ، والسّلام .
اقول : الضمير فى قوله : آمره ، يعود الى المعهود اليه . وقوله : وآمره ، الى قوله : فيما اسرّ اى : لا يخالف بين ظاهر عمله فى طاعة اللَّه وبين باطنه . وعضهة عضها : رماه بالبهتان والكذب . ولا يرغب عنهم اى : لا ينقبض عنهم ويترفّع عليهم . وقوله : فانهم ، الى قوله : الحقوق صغرى ضمير نبّه فيها على وجوب الانتهاء عن المنهيّات المذكورة ، وتقدير كبراه ، وكل من كان كذلك فلا يجوز ان يفعل به ذلك . وشركاؤه : المستحقون للصدقة . والبؤس : الشدّة . والفقير : من له بلغة من العيش لا تكفيه . والمسكين : هو الذى لا شيء له . والمدفوعون : قيل : هم السائلون لدفعهم عند السؤال ، وقيل : هم العاملون عليها باعتبار انّهم يدفعون الى الجباية او يدفعهم المسئول ، هل عليه زكاة ام لا عن نفسه والغارم : من لزمه الدّين فى غير معصية . وابن السبيل هو المنقطع به فى السفر يعطى من الصدقة وان كان غنيا فى بلده . وافظع الغشّ : اشدّه .
وباللَّه التوفيق .
27 - ومن عهد له عليه السّلام إلى محمد بن أبى بكر ، رضى اللَّه عنه حين قلَّده مصر فاخفض لهم جناحك ، وألن لهم جانبك ، وابسط لهم وجهك ، وآس بينهم فى اللَّحظة والنّظرة ، حتّى لا يطمع العظماء فى حيفك لهم ، ولا ييأس الضّعفاء من عدلك عليهم ، فإنّ اللَّه تعالى يسائلكم معشر عباده عن الصّغيرة من أعمالكم والكبيرة ، والظَّاهرة والمستورة : فإن يعذّب فأنتم أظلم ، وإن يعف فهو أكرم .
واعلموا ، عباد اللَّه ، أنّ المتّقين ذهبوا بعاجل الدّنيا وآجل الآخرة ، فشاركوا أهل الدّنيا

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 494
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست