responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 439


كما يعضّ القتب غارب البعير ، ما أطول هذا العناء ، وأبعد هذا الرّجاء . أيّها النّاس ، ألقوا هذه الأزمّة الَّتى تحمل ظهورها الأثقال من أيديكم ، ولا تصدّعوا على سلطانكم فتذمّوا غبّ فعالكم ، ولا تقتحموا ما استقبلتم من فور نار الفتنة ، وأميطوا عن سننها ، وخلَّوا قصد السّبيل لها ، فقد - لعمرى - يهلك فى لهبها المؤمن ، ويسلم فيها غير المسلم . إنّما مثلى بينكم مثل السّراج فى الظَّلمة ليستضيء به من ولجها ، فاسمعوا أيّها النّاس وعوا ، وأحضروا آذان قلوبكم تفهموا .
أقول : هم مبتدأ ، خبره مقدّم ، وهو : اشارة الى بعض اولياء اللَّه فيما يستقبل من زمانه عليه السلام ، ومعرفة اسمائهم فى السماء كناية عن علوّ درجاتهم عند اللَّه ، وفى الملأ الأعلى وجهلهم فى الارض : كناية عن خمول ذكرهم بين أهلها كما هو شأن اكثر الاولياء . وقوله : الا فتوقّعوا : انذار بما يكون بعده من الفتن بدولة بنى اميّة وغيرها المستلزمة لادبار امورهم الصالحة وانقطاع وصلهم ، وهى الانتظامات الحاصلة بسبب اتّفاق كلمتهم فى وجوده عليه السلام ، واستعمال اراذلهم فى تدبير امورهم . وقوله : ذاك الى قوله : البعير : اشارة الى اربع علامات لوقوع ما انذر به : احداها : تعذّر الدرهم الحلال على المؤمن وقلَّته الى الغاية المذكورة .
الثانية ان يكون المعطى اعظم اجرا من المعطى ، إمّا لانّ اكثر اموال المعطين حينئذ مشوبة بالحرام ، او تقصد فيها الرياء فيقلّ اجره ويكون المعطى فقيرا ذا عيال ، فإذا أخذ لسّد خلته كان اعظم اجرا ممن يعطيه .
الثالثة استعار وصف السكر : لغفلته فى نعمة الدنيا عمّا ينبغي ، ويلزم ذلك اليمين الباطلة من غير ضرورة بل غفلة عن عظمة اللَّه ، والكذب من غير إحراج ، اي : من غير ضرورة تضيق الاعذار بل تصير ملكة وخلقا .
الرابعة عضّ بلاء الفتن لهم . وقوله : ما اطول ، الى قوله : الرجاء : كلام منقطع عمّا قبله فكأنّه قال ذاك ، اذا عضّكم البلاء حتى تقولوا ما اطول التعب الَّذى نحن فيه ، وما ابعد الرجاء للخلاص منه ، هو بقيام المنتظر من الائمة عليهم السلام . ويحتمل ان يكون

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 439
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست